الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من تزايد التهديدات التي تواجه حرية العاملين في مجال الإعلام

نيويورك-الولايات المتحدة(بانا)- بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام يواجهون "تسييسا متزايدا لعملهم" وتهديدات لحريتهم في تأدية وظائفهم بسهولة، والتي "تزداد يوما بعد يوم".

وأوضح أنطونيو غوتيريش، في رسالة مصوّرة، أن هذا اليوم يسلّط الضوء على الأهمية الجوهرية للعمل الذي يقوم به الصحفيون الذين يطالبون الممسكين بمقاليد السلطة بالشفافية ويسعون إلى مساءلتهم، حتى "أنهم كثيرا ما يعرّضون أنفسهم لأخطار جمّة في سبيل ذلك".

وقال غوتيريش: "كان العديد من العاملين في وسائل الإعلام طيلة فترة جائحة كـوفيد-19 من بين الناشطين في الخطوط الأمامية، فقد قدّموا تقارير دقيقة مسندة إلى معطيات علمية بهدف تنوير صنّاع القرار وإنقاذ أرواح الناس".

وكذلك، "نجح الصحفيون الذين يتناولون قضايا المناخ والتنوع البيولوجي والتلوث في جذب الانتباه العالمي لهذه الأزمة الكوكبية ثلاثية الأبعاد".

لكن الأخطار التي تهدد حرية الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام تتزايد يوما بعد يوم.

بيد أن "عملهم في ميادين الصحة العالمية وأزمة المناخ والفساد، وانتهاكات حقوق الإنسان، أصبح بشكل متزايد موضوع تسييس، كما أنهم يتعرّضون من أطراف عديدة لمحاولات تروم إخراسهم".

وأشار غوتيريش إلى أن التكنولوجيا الرقمية ساهمت في إضفاء الطابع الديمقراطي على إمكانية الوصول إلى المعلومات، "لكنها خلقت أيضا تحديات خطيرة".

وبيّن أن العديد من منصات التواصل الاجتماعي قائمة -لا على زيادة إمكانية الوصول إلى التقارير الدقيقة، وإنما على زيادة المشاركة- "وهذا ما يعني في كثير من الأحيان إثارة الغضب وبث الأكاذيب".

ومضى في حديثه قائلا: "يواجه العاملون في وسائل الإعلام في المناطق التي تندلع فيها الحروب ليس وحسب خطر القنابل والرصاص، وإنما يواجهون أيضا أسلحة التزوير والتضليل المصاحبة للحروب الحديثة. فهم لمجرد اضطلاعهم بعملهم قد يهاجَمون أيضا كالأعداء أو قد يُتهمّون بالتجسس أو قد يحتجزون أو قد يُقتلون".

وقال الأمين العام إن التكنولوجيا الرقمية تجعل الرقابة أسهل، فالعديد من الصحفيين والمحررين في أنحاء العالم يتعرّضون على الدوام لخطر حجب برامجهم وتقاريرهم على الإنترنت.

وأكد أن التكنولوجيا الرقمية تخلق قنوات جديدة للقمع وسوء المعاملة. و"الصحفيات هنّ أشدّ تعرّضا" لخطر التحرّش والعنف على الإنترنت.

وقد وجدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في استبيان أجرته أن حوالي ثلاث من بين كل أربع نسوة أجبن على أسئلة الاستبيان أبلغن أنهن تعرّضن للعنف على الإنترنت. وتمنع أعمال القرصنة والمراقبة غير القانونية الصحفيين من القيام بعملهم.

وقال غوتيريش: "إذا كانت الأساليب والأدوات تتغير، فإن هدف تشويه سمعة وسائل الإعلام والتستر على الحقائق يبقى هو هو أبدا". والنتيجة التي يفضي إليها ذلك هي أيضا نفسها، وهي حرمان الناس والمجتمعات من القدرة على التمييز بين الحقيقة والخيال، "إضافة إلى إمكانية التلاعب بهم بطرق مروّعة".

وشدد الأمين العام على أنه "لا وجود لمجتمعات ديمقراطية حقيقية دون حرية الصحافة، ولا وجود للحرية دون حرية الصحافة".

وبحسب بيان صادر عن الأمم المتحدة، فقبل عشرة أعوام، وضعت الأمم المتحدة خطة عمل بشأن سلامة الصحفيين، الهدف منها هو حماية العاملين في وسائل الإعلام ووضع حدّ للإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضدهم.

وستستضيف اليونسكو وجمهورية أوروغواي، في الفترة الممتدة من 2 إلى 5 مايو الجاري، المؤتمر العالمي السنوي لليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يُعقد، افتراضيا وحضوريا، في بونتا ديل إستي في أوروغواي.

ويحمل المؤتمر هذا العام، شعار "صحافة قابعة تحت حصار رقميّ".

وسيناقش المؤتمر تأثير العصر الرقمي في حرية التعبير وسلامة الصحفيين، والحصول على المعلومات ومسألة الخصوصية.

وستجمع اللقاءات المنظمة، في إطار اليوم العالمي لحرية الصحافة، الأطراف الفاعلة المعنية مثل صناع القرار السياسي والصحفيين وممثلي وسائل الإعلام والمناضلين ومسؤولي الأمن السيبراني والخبراء القانونيين، بغية تدارس هذه القضايا ووضع حلول ملموسة لمواجهة التهديدات التي تحيط بحرية الصحافة والحرية الشخصية في العصر الرقمي.

-0- بانا/م أ/س ج/04 مايو 2022