الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الحرب في أوكرانيا وتداعياتها.. أبرز اهتمامات الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع

تونس العاصمة-تونس(بانا)- للأسبوع الثاني على التوالي، خصصت الصحف التونسية أغلب افتتاحياتها ومتابعاتها للحرب الدائرة في أوكرانيا، مشيرة إلى تداعياتها السياسية والأمنية والإقتصادية على عديد البلدان، ومن بينها تونس في جانب الأمن الغذائي حيث تعتمد على روسيا وأوكرانيا في وارداتها من القمح،إلى جانب أمنها الطاقي نظرا للإرتفاع الكبير في أسعار النفط العالمية.

ونوهت إلى أن تاريخ 24 فبراير 2022 أعاد أوروبا والعالم  إلى محطات الحرب الباردة والنزاعات التنافسية مع استخدام الأدوات العسكرية في المناطق الساخنة لتحقيق الأهداف الباردة.

وقالت جريدة (الصحافة): تصنع الحروب من حولها انحدارات كبرى تلامس الحضيض أحيانا، مبيّنة أن أكبر الإنحدارات تلك التي تجيء من عند النخب السياسية والثقافية والإعلامية والأكاديمية حين تنفخ في نار العنصرية.

 ومن بين"تجليات هذا العبث"-، تضيف الجريدة-، منع الكاتب الإيطالي باولونوري، من تقديم محاضرة عن الروائي الروسي دوستوفسكي بجامعة بيكوبا الايطالية، مشيرة إلى أن طرد الأدب والفن الروسي من الفضاء الأوروبي بدعوى مساندة أوكرانيا وانتصارا لها هو مظهر من مظاهر الإنحدارات الكبرى وهو شبيه بعمليات الفرز العنصري تجاه العرب والأفارقة الهاربين من جحيم الحرب ..والمؤسف أنّ "دعوات الطرد" تصدر عن مثقّفين وأكادميين ومنابر إعلامية أوروبية.

بدورها، كتبت جريدة (الشروق): بالتوازي مع حرب تدور رحاها على بعد آلاف الكيلومترات عن بلادنا تزداد من يوم إلى آخر المخاوف في تونس من أزمة معيشية منتظرة بسبب ما ستشهده السوق العالمية للغذاء والمحروقات من ارتباك في التزود وارتفاع في الأسعار سينعكسان حتما على السوق الداخلية، حيث من الطبيعي أن تتفاقم المخاوف والهواجس في دولة تستورد حوالي 70 بالمائة من حاجياتها من الحبوب أغلبها من أوكرانيا وروسيا وتستورد أيضا جلّ حاجياتها من النفط الذي تجاوز سعره عتبة الـ115 دولارا في وقت تتعرض فيه لضغوطات صندوق النقد الدولي للتقليص من دعم المادتين.

وخلصت إلى القول: لا خيار أمامنا سوى القطع مع هذا الإرتهان للخارج وهذه التبعية الغذائية، عبر استراتيجية شاملة لتطوير القطاع الفلاحي.

وتوقعت صحيفة(الشارع المغاربي) أن تكون للحرب في أوكرانيا تأثيريت كبيرة وهيكلية  على عديد المنظومات الجيوسياسية في العالم ومن ضمنها منطقة المغرب العربي، مشيرة إلى زيارة وزير الخارجية الإيطالي إلى الجزائر على خلفية أزمة الطاقة والذي طالب بمضاعفة حجم الدفق الغازي نحو بلاده عبر الأنبوب الذي يعبر الأراضي التونسية.

وفي هذا الصدد، تطرقت جريدة (الصحافة اليوم) إلى المواقف العنصرية وازدواج المعايير لدى الدوائر الغربية في أغلب مؤسساتها، وقالت ستضع الحرب الروسية الأوكرانية أوزارها حتما سواء أطالت أم قصرت وستكون الخسائر التي سيتكبدها الطرفان ثقيلة ولكن الأخطر ربما من كل هذا هي أنها ستضيف إلى الإنسانية جرحا لن يندمل ولا أظن أن الغرب سيجد ما يكفي من ماء الوجه ليواجه بقية العالم بعد أن أسقطت عنه الحرب الروسية الأوكرانية آخر ورقة توت  بتعامله بمنطق المكيالين، حيث ظل  الغرب المحكوم بمركزية الرجل الأبيض يغربل البشر على أساس أعراقهم وألوانهم ويقسم التعاطف الإنساني وفق الأمزجة والأهواء والمنفعة المادية المباشرة ولا تعنيه القيم الإنسانية التي تتشدق بها منظماته الحقوقية..

وبمنتهى الصفاقة، أقحمت الرياضة والفنون والآداب في هذه الحرب التي لا نملك قطعا سوى إدانتها والتعاطف العميق مع كل المتضررين من نتائجها بشكل مباشر أو غير مباشر.

وأضافت أن هذا السلوك الغربي المقيت الذي انكشف في هذه الحرب يتراءى لنا في كل التفاصيل بدءً من إقحام الرياضة والفنون والآداب في هذه الحرب، وصولا إلى عملية الإجلاء على الحدود والتي تقوم على أساس فرز عنصري بغيض يعتمد لون البشرة والعرق في المقام الأول.

وفي ما يتعلق بالشأن الداخلي، تحدثت الصحف عن المشهد الحزبي، موضحة أنه"يكاد يكون متصحّرا بالكامل"،باستثناء بعض الأحزاب التي حافظت على النزر القليل من نشاطها، سواء الميداني أو الإفتراضي والإعلامي، أما البقية فيمكن الجزم بأن حراك الخامس والعشرين من يوليو الماضي قد أخرجها من السباق نهائيا، وقضى على حظوظها.

وتطرقت جريدة (الصحافة)، من جانبها، إلى  ازدياد وتيرة ارتفاع الأسعار خلال السنوات الأخيرة، وقالت إنها أصبحت الشغل الشاغل لدى المواطن التونسي  الذي يصطدم كل يوم بزيادة في منتوجٍ ما ودون سابق اعلام ، ناهيك عن فقدان بعض المواد الأساسية بسبب المضاربة والإحتكار.

وفي ذات السياق، أوضحت جريدة (المغرب) أن الترفيع الكبير في أسعار المحروقات والكهرباء والغاز سينجر عنه حتما ترفيع هام في أسعار نقل الأشخاص والبضائع وكلفة الإنتاج الصناعي والفلاحي والخدماتي في ظل قدرة شرائية متراجعة وتضخم سيتجاوز لأول مرة منذ حوالي الأربعين سنة عتبة 10 بالمائة.

أما جريدة (لا براس) La Presse الناطقة بالفرنسية، فقد توقفت أمام فاجعة وفاة ثلاثة مهاجرين أفارقة من بينهم طفل، على مرتفعات القصرين التونسية على الحدود مع الجزائر بسبب البرد والجوع، وقالت إن هذه المأساة تؤكد فظاعة ظروف استقبال اللاجئين والمهاجرين في تونس  الذين يضطرون إلى اتخاذ طرق أكثر خطورة خوفا من اعتقالهم من قبل الشرطة، حيث يعلم هؤلاء المهاجرون أنهم سيخضعون للسجن التعسفي. 

وطالبت السلطات التونسية بتحديث القوانين المتعلقة بالهجرة والإقامة وضمان حق المهاجرين في الحياة وتوفير الغذاء والمأوى لهم ،وتوفير التعليم والحماية للأطفال،  مؤكدة أنه  عندما يموت الضعفاء بسبب الجوع فإن ذلك جريمة ضد حقوق الإنسان،ومن العار أن يواصل بلدنا إحصاء الوفيات دون القيام بما هو ضروري لإنقاذ الأرواح.

-0- بانا/ي ي/ع د/ 06 مارس 2022