الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

فاعلون إنسانيون يحذرون من تنامي خطر المجاعة في الصومال

مقديشو-الصومال(بانا)- حذر مسؤولو اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات الإنسانية من أن الصومال وصلت إلى "نقطة تحول" أصبح فيها مئات آلاف الأشخاص أمام خطر مجاعة وشيكة.

وأفاد بيان أن مسؤولي هذه اللجنة، التي تعد أعلى منتديات الأمم المتحدة للتنسيق الإنساني، دعوا إلى زيادة الدعم والمساعدات الإنسانية من أجل إنقاذ الأرواح في الصومال.

وبدأت المجاعة تظهر فعليا في إقليمي بايدوا وبورهاباكا، بوسط جنوب الصومال، وفقا لهؤلاء المسؤولين، الذين توقعوا أن يستمر هذا الوضع حتى مارس المقبل، في حال عدم تكثيف الدعم بشكل هام وفوري.

من جهة أخرى، يواجه ملايين الصوماليين مستويات قصوى من الجوع الحاد. ويحتاج أكثر السكان هشاشة، بمن فيهم النساء -لاسيما الحوامل والمرضعات- والأطفال دون الخامسة من العمر، إلى مساعدات عاجلة فورية لتفادي السيناريو الأسوأ.

وأوضح المسؤولون الإنسانيون أن "المجاعة والموت من المرجح أنهما بدآ فعليا. وكان حوالي 50 في المائة من المتوفين الذين بلغ عددهم أكثر من 250 ألف شخص خلال مجاعة 2011 قد لقوا حتفهم قبل الإعلان الرسمي عن المجاعة، ونصفهم على الأقل من الأطفال".

وتضم اللجنة مسؤولي 18 منظمة، بينهما وكالات تابعة للأمم المتحدة وشركاؤها، بهدف تحسين التأهب لمواجهة الأزمات الإنسانية والاستجابة لها.

وجاء التحذير بينما أصبح حوالي 5ر20 مليون شخص في منطقة القرن الإفريقي معرضين لما اعتبرها المسؤولون الإنسانيون "أزمة جوع رهيبة يمكن تجنبها"، مؤكدين أن "هذا أمر مرفوض".

وشددوا على أن إعلانات الجوع لا ينبغي أن تمثل الدافع الوحيد للتحرك بشكل جاد، لافتين إلى أنه رغم إصدار السلطات المحلية والحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تحذيرات واضحة بشأن مستويات الجوع الكارثية منذ أكثر من عام، فقد تم تجاهلها إلى حد كبير.

وعلى الرغم من الالتزامات العالمية بالتأهب للأزمات، إلا أن الأموال المخصصة لهذه الأنشطة المنقذة للحياة لم ترتق إلى المستوى المطلوب.

ولاحظوا أن الزيادة السريعة في المساعدات الإنسانية منذ مطلع سنة 2022 أنقذت -بلا شك- العديد من الأرواح، إلا أن "تفجر الاحتياجات" يتجاوز الموارد المتاحة.

وقالوا "سبق لنا التحذير معا من المجاعة. ويجب علينا القيام بذلك مرة أخرى".

ولفتوا إلى أنه "من المرفوض أن يموت الناس جوعا في عالم مليء بالثروات. لا بد أن نتحرك الآن".

ودعا البيان كافة الأطراف إلى تيسير الوصول الفوري والآمن للعمليات الإنسانية.

وحث الشركاء أيضا مانحي الأموال على تأمين تمويل فوري ومرن لتمكين الوكالات الإنسانية على الأرض، سيما المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، من التوسع السريع ومنع المزيد من الوفيات وحماية وسائل العيش وتجنب تفاقم الكارثة.

وأكدوا على ضرورة إيصال المساعدات إلى سكان المناطق الريفية قبل أن يضطروا للتخلي عن ديارهم، بحثا عن غذاء.

واختتم مسؤول الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيس، رئيس اللجنة الدائمة، يوم الإثنين الماضي، زيارة إلى الصومال، كانت الأولى له إلى هذا البلد الإفريقي.

وقال غريفيس، خلال مؤتمر صحفي في مقديشو، "لقد صُدمت بشدة في الأيام الأخيرة من مستوى الألم والمعاناة الذي يتكبده الكثير من الصوماليين".

وأضاف المسؤول الأممي "الجوع يطرق الباب، ونحن اليوم أمام آخر تحذير".

-0- بانا/م أ/ع ه/ 08 سبتمبر 2022