الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصومال تتلقى مستويات غير مسبولة من المساعدات الغذائية لمواجهة "مجاعة تطرق الباب"

مقديشو-الصومال(بانا)- حذر رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، مارثن غريفيثس، يوم الاثنين، من كارثة إنسانية تهدد الصومال، فيما أعلن برنامج الأغذية العالمي عن تزويد هذا البلد بمساعدات غذائية أكثر من أي وقت مضى.

ولاحظ برنامج الأغذية العالمي، في بيان صادر عنه، أنه على الرغم من تغطية 7ر3 مليون شخص بالمساعدات وأكثر من 300 ألف شخص بدعم تغذوي حتى الآن، ما يمثل عددا غير مسبوق، إلا أن المجاعة تظل واقعا وشيكا إذا لم يتم التحرك على نحو حازم حيال ذلك.

ويتعلق الأمر بضعف عدد الأشخاص الذين ساعدهم برنامج الأغذية العالمي في أبريل الماضي، فيما تخطط هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة لتغطية احتياجات 5ر4 مليون شخص في الأشهر القادمة.

وكان أكثر من ربع مليون شخص قد لقوا حتفهم جراء آخر مجاعة شهدتها الصومال خلال فترة 2011-2012 . ورغم أن نطاق المساعدات الإنسانية أصبح الآن أوسع مما كان عليه آنذاك، إلا أن الاحتياجات أضحت هي الأخرى أكبر حجما، إذ وقعت البلاد في براثن جفاف مدمر، ومن المتوقع أن تواجه خامس موسم أمطار فاشل على التوالي.

كما تعاني الصومال من الصراع وعدم الاستقرار اللذين يفاقمان الجوع ويقيدان إمداد المحتاجين بالمساعدات. ومن المتوقع أن تستمر هذه الظروف حتى مارس 2023 على أقل تقدير.

ولفت البيان إلى أن أسعار الغذاء في الصومال تسجل زيادة حادة بسبب الجفاف الذي أدى إلى نفوق الماشية وتحقيق محاصيل هزيلة، موضحا أن ارتفاع الأسعار زاد أكثر في أعقاب الأزمة الأوكرانية، ليبلغ متوسط كلفة الأسرة الواحدة لتغطية احتياجاتها الأساسية من الغذاء أعلى مستوياته خلال خمس سنوات في يونيو الماضي.

ونبه برنامج الأغذية العالمي إلى أن المجاعة من المتوقع أن تطال عدة مناطق في الصومال بين أكتوبر وديسمبر المقبلين، إذا لم تتسن تعبئة الموارد لدعم وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية.

وقال غريفيثس، في تصريحات للصحافيين يوم الإثنين، "لقد صُدمت بشدة في الأيام الأخيرة من مستوى الألم والمعاناة الذي يتكبده الكثير من الصوماليين".

وكان مساعد الأمين العام الأممي للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة يتحدث في العاصمة الصومالية مقديشو، بعد زيارة عدد من أكثر المناطق تضررا، محذرا من أن "المجاعة تطرق الباب، واليوم نتلقى التحذير الأخير".

ووصف غريفيثس بايدوا بأنها "بؤرة الأزمة الإنسانية"، حيث يعاني الأطفال من سوء التغذية إلى درجة لا يكادون معها يقدرون على البكاء، مضيفا أن الفرق الطبية في بانادير، غير بعيد عن مقديشو، تصارع لمواكبة وتيرة الأطفال المصابين بالهزال الذين يحتاجون إلى العلاج.

وأشار إلى أنه "لم يكن أي من الأطفال الذين رأيتهم في مستشفى بانادير قادرا على التبسم. وكان قلة منهم فقط قادرين على البكاء. وعلمنا لدى مغادرتنا أنه من الجيد سماع طفل يبكي. فعندما يبكي طفل ما، لديه فرصة للنجاة. أما الأطفال الذين لا يبكون، فينبغي القلق بشأنهم".

وحذر المسؤول الإنساني الأممي من أن مليون ونصف مليون طفل في الصومال معرضون لخطر سوء التغذية بحلول أكتوبر المقبل.

ودعا مارتن غريفيثس لتمكين المنظمات الإنسانية من الوصول بأمان إلى جميع الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة، وتعبئة المزيد من التمويل لمعالجة الأزمة.

-0- بانا/م أ/ع ه/ 06 سبتمبر 2022