الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية:ضاقت أحلام التونسيين وتهاوت الأمنيات الشاهقة

تونس العاصمة-تونس (بانا)- في تقييمها المشهدَ العام بالبلاد، أجمعت الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع على استنتاج مفاده"أننا في وضع البلد الذي تتربّص به المخاطر من كل الجهات لكنّه يُمسك إلى حد الآن بمصيره، وبوصلته واضحة، ويكفي شيء من اليقظة وبعض من المسؤولية لتنقية المناخ السياسي والوصول بذلك إلى حلحلة الأزمة الإقتصادية والإجتماعية وقطع الطريق أمام الصائدين في الماء العكر والمتربّصين بالبلاد سواء من داخلها أو خارجها".

وفي إطار حلحلة هذه الأزمة، لاحظت صحيفة (الشارع المغاربي) أن فتح باب قصر قرطاج لاستقبال ممثلي المنظمات والهيئات الوطنية، هو بمثابة مؤشر على  مراجعات قام بها رئيس الجمهورية بعد ثمانية  أشهر من الإنغلاق التام.. مؤشر يبني عليه البعض للخروج من الأزمة فيما لا يزال كثيرون يشككون في نوايا الرئيس.

وتوقفت جريدة (الصحافة) أمام الأسباب التي أوصلت البلاد إلى هذه الأزمة، مشيرة إلى أن انتخابات 2019 التي أفرزت المشهد السياسي الحالي- وكما أيّدت ذلك محكمة المحاسبات في ما بعد،-لم تكن انتخابات حرة وشفافة ونزيهة، وبات جليا وثابتا اليوم أن شعبنا، أو بالأحرى ناخبينا أساؤوا الإختيار، إلى درجة أن كثيرين أصبحوا نادمين.

وخلصت إلى القول: "إن التطورات الأخيرة في المشهدية التونسية، فتحت شهية "أطراف" في الداخل والخارج للتطاول على بلادنا".

وفي متابعتها المشهد العام للسوق الإستهلاكية في تونس خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، لاحظت مقالات عديدة أنه تميز بتشكّي المواطنين من نقص واضح في عديد المواد الأساسية وفي حال توفرها فإن أسعارها شهدت ارتفاعا غير مسبوق.

 وعلقت على  ذلك بالقول: ضاقت أحلام التونسيين كثيرا وتهاوت تلك الأمنيات الشاهقة التي ولدت من رحم ثورة 2011، وأصبحت أقصى طموحات الإنسان التونسي اليوم أن يحصل على رغيف خبز وما تيسر من المواد الأساسية التي تسد الرمق في هذا الشهر الفضيل.

كما تناولت الصحف في عديد المقالات إحياء الذكرى الثانية والعشرين لرحيل الزعيم الحبيب بورقيبة قائد حركة التحرر من الإستعمار ومؤسس الدولة التونسية الحديثة، مؤكدة أن بورقيبة يمثل دون أدنى مبالغة "أهم شخصية في تاريخ تونس بالنظر إلى أثره العميق في واقع التونسيين، إذ مارس السياسة بإيجابيات عصره، برغم عيوبه التي أقر هو نفسه ببعضها ولكن الأثر الباقي لعقود طويلة هو تلك الرؤية الإصلاحية الكبيرة التي نقل بها المجتمع التونسي من تقليدية متهاوية إلى حداثة تتأسس على العلم والعقل وتحرير نصف المجتمع من الأوضاع الدونية المتوارثة وتعليم عصري، علاوة على انفتاح على  الفضاءين الإفريقي والمتوسطي.

وتحدثت جريدة (لا براس)La Presse الناطقة بالفرنسية،عن تزايد عدد الفقراء في تونس في حين أصبحت حفنة من الأسر والمجموعات المالية والصناعية أكثر ثراء، حيث شهدت البلاد منذ أكثر من عقد من الزمن انتشار دوائر الفقر التي طالت حتى موظفي الخدمة العامة من الطبقة المتوسطة نتيجة الأزمة الإجتماعية الإقتصادية.

وأشارت، في هذا الخصوص، إلى أرقام مثيرة كشفها المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية والإجتماعية في دراسة نُشرت قبل أيام، تفيد بأن تونس لديها الآن أكثر من أربعة ملايين فقير، تحت تأثير الأزمة اللإقتصادية.

وتطرقت جريدة (الشروق)، من جانبها، إلى الأعمال الدرامية الرمضانية عبر القنوات الخاصة، ولاحظت أنها أعمال ضعيفة وسخيفة وهجينة لاعلاقة لها بالدراما.. فنفس الشخص هو صاحب الفكرة وكاتب السيناريو والحوار ومخرج العمل وصاحب القناة التي تبث العمل إضافة إلى عدم أهليته في الإخراج والكتابة.

 وقالت: الغريب أن كل هذا يجري أمام هيئات رقابية رسمية من وزارة الثقافة !

<

-0- بانا/ي ي/ع د/ 10 أبريل 2022