الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية تراوح مكانها

تونس العاصمة-تونس(بانا)- أجمعت أغلب الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع، على أن من أسباب الوضعية الكارثية التي آلت إليها تونس في شتى المجالات ،الوعودُ الزائفة التي أطلقها مَن أمسكوا بزمام الأمور في العشرية الأخيرة، حيث أدى اقتسامهم كعكةَ السلطة إلى اعتلائهم أعلى المناصب والمسؤوليات الحكومية برغم عدم كفاءة أغلبهم.

إلا أنها لاحظت في الوقت ذاته، أن إنجاح المسار السياسي الذي أعلنه الرئيس قيس سعيّد، لن يكون أمرا سهلا وفي طريق مفتوح ما لم يكن مرفوقا بمسار معيشي يحقق الإستقرار الإجتماعي ويقدم رسائل طمأنة إلى الناس حول انتظاراتهم في مجالات الصحة والتعليم والتشغيل وغلاء الأسعار ومقاومة الجريمة والفساد

وفي هذا السياق، لاحظت صحيفة (الشارع المغاربي) أن ما تم بتاريخ 25 جويلية (يوليو) الماضي كان أمرا لا مفر منه سواء كإجابة حقيقية إزاء ما آلت إليه الأوضاع  في البلاد، أو كمحاولة أخيرة لإنقاذ ما تبقي من الدولة في ظل استشراء الفساد، إلا أنها أشارت إلى أنه بعد أكثر من ستة أشهر يكتشف الناس أن السيد الرئيس لا يتقدم خطوة حاسمة في اتجاه تحقيق هذه الإنتظارات.

 من جهتها، قالت جريدة (الصحافة): بعد مرور أكثر من ستة أشهر على إجراءات 25 جويلية (يوليو) التي مثلت منعرجا سياسيا فاصلا في تاريخ تونس استبشر به التونسيون ليعود إليهم الأمل في إمكانية تحسن أوضاعهم المعيشية التي انحدرت إلى مستويات غير مسبوقة، لا تزال الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية تراوح مكانها بل ربما ازدادت سوءً بتواصل غلاء الأسعار وفقدان بعض المواد الأساسية في السوق وتفاقم البطالة، في غياب رؤية أو برامج لخلق الثروة إلى جانب المعضلة الإقتصادية والمالية التي لا تزال الدولة تتخبط فيها.

وهنا، تقول جريدة (المغرب):صحيح أن تونس ليست على حافة الإفلاس وأنها لن تجد صعوبات كبيرة لسداد ديونها بالعملة الأجنبية لهذه السنة، ولكنها مع ذلك في حالة انحدار مستمر،وهو انحدار لم يبدأ ولاشك مع 25 جويلية (يوليو) ولكن حكومة الإجراءات الإستثنائية ورئيس الدولة لم يفعلا شيئا يُذكر من أجل وقف هذا الإنحدار وإعداد الشروط الموضوعية للتعافي الإقتصادي والإجتماعي.

وأكدت أن تونس قادرة على النهوض وعلى تقاسم التضحيات الضرورية وعلى خلق حلم جماعي يجسّر الثقة بين كل مكونات المجتمع، ولكن هذا يستوجب رؤية طموحة وقيادة رشيدة وإنجازات ظرفية تعمق كل هذا وتدفع بنا إلى الأمام.

وفي مسعى لاحتواء الأوضاع السياسية الإجتماعية الصعبة، اعتبرت صحيفة (الشعب) أن اللقاء الذي جمع الرئيس قيس سعيّد وأمين عام المركزية النقابية، يُعدّ  فاتحة إيجابية لإذابة الجليد واسترجاع الثقة في انتظار استتباعاته العملية وتجسيدها على أرض الواقع بما يخلق انسجاما بين مبادرة الرئيس وطريقة تعاطي الحكومة مع المركزية النقابية في عديد الملفات المعلقة، والعودة الى الحوار الإجتماعي البنّاء لإنقاذ المؤسسات العمومية وإصلاح منظومات التعليم والصحة والنقل، وغيرها من القطاعات الإستراتيجّية.

وفي متابعتها الأحداثَ على المستوى الإقليمي، علقت جريدة (الشروق) على الزيارة التي أداها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون مؤخرا إلى مصر، وقالت:يبدو أن الجزائر ومصر استخلصتا العبر بشكل تام مما جرى خلال العقد الأخير حيث أُسقطت دول عربية وتفككت أخرى ولا تزال تغرق في فوضى عارمة ضمن مشروع التفكيك وإعادة التركيب الذي تشرف عليه واشنطن و"إسرائيل".

ومن الواضح أن البلديْن أدركا -تضيف الجريدة- أن ما يجمعهما من مصالح أفضل مما يفرقهما من جفاء أو تنافس الذي هو مدخل لقوى أخرى من أجل التفرد بالمنطقة وإشعال الحرائق فيها وهو ما يهدد أمن البلدين معا.

-0- بانا/ي ي/ع د/30 يناير 2022