الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: خشية من تداعيات "الإحتباس السياسي"

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع على الوضع السياسي المتأزم في البلاد وتداعياته.

وفي رصدها المشهد السياسي قالت جريدة (الصباح):تهتز البلاد على وقع أحداث كثيرة متنافرة ومتضادة تعكس مناخا متشنجا، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي يتمسك الرئيس قيس سعيد بالمضيّ قدما في تنفيذ برنامجه السياسي من حوار وطني ومن دستور جديد وكل ذلك بمن حضر- يحاول الرافضون لسياساته التصدي لكل توجهاته بآخر ما يملكون من قوة بعد أن نجح مسار 25 يوليو في استنزاف الجميع من الداخل.

من جانبها، أكدت جريدة (الشروق)، أن المشهد التونسي يبدو في مفترق طرق حقيقي، مؤكدة أن دقة التحديات الداخلية والخارجية تتطلب القبول بالذهاب نحو منطقة وسط بتقديم التنازلات التي تكون لفائدة المصلحة الفضلى للوطن. 

بدورها، لاحظت (جريدة الصحافة) أن رئيس الدولة انطلق في الفترة الأخيرة بأقصى سرعة نحو إقرار استفتاء شعبي على دستور جديد للبلاد وتشكيل الهيئة الاستشارية من أجل جمهورية جديدة للقطع مع العشرية الفارطة، وهو ما زاد من قلق معارضيه الذين وصفوه بـ"الانقلابي" على عكس ما يعتبره سعيّد وداعموه تصحيحا لمسار الثورة.  

أما صحيفة (المغرب) فقد اعتبرت أن الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بلغت أشدها، وعَمّقها تمسكُ كل طرف من أطرافها بحساباته، وخاصة قناعته بأن المعركة الحالية معركة وجود لا تقبل الحلول الوسطى، وهذا هو كل ما تحتاجه أية ساحة للمعارك والمواجهات العنيفة.

أما صحيفة (الشارع المغاربي) فأعربت عن خشيتها من تداعيات ما أسمته"الإحتباس السياسي"الذي بلغ مستويات قياسية شبيهة بما حدث في سنوات 1962 و1986 و2011، وذلك من باب التذكير لا من باب المقارنة.

وخلصت إلى القول: من الحكمة بل من الوطنية، التقليل من إنتاج غاز ثاني أكسيد الكراهية والأنانية والفئوية، هذه الغازات التي تفشت في هوائنا فخنقتنا وأوشكت على أن تُطبِق على أنفاسنا.

وتطرقت صحيفة (الشروق) إلى قرار عزل 57 قاضيا بمرسوم رئاسي، وقالت: وفق ما ذهب إليه أغلب المتابعين، فإن ما يُفهم من كلمة رئيس الجمهورية هو أن قرار العزل وقع اتخاذه بناء على ملفات تثبت وجود تجاوزات وقضايا وشبهات ارتكبها بعض القضاة، متسائلة: لماذا بلغ الوضع في قطاع القضاة هذه الحالة من الشبهات؟

وفي ذات السياق، قالت جريدة (الصحافة): يدرك التونسيون أن الجسم القضائي معتل ويعاني من أمراض مزمنة استفحلت وتحولت إلى كابوس دمر قيم العدالة حيث ساهم بعض القضاة في تضييع الملفات الكبرى في علاقة بالاغتيالات السياسية والعمليات الارهابية التي حدثت في تونس اضافة إلى تحول عدد من كبار القضاة إلى"خدم" لدى حزب سياسي وأدّوا كل الأدوار القذرة بنجاعة وقبضوا الثمن باهظا.

وعلقت صحيفة(الشروق) على بدء الحوار الوطني،مشيرة إلى أن التونسيين ينتظرون اليوم من هذا الحوار أن يكون صريحا وواضحا وألاّ تكون المشاركة فيه شكلية أو لمجرد تسجيل الحضور ومساندة هذا الطرف أو ذاك.. داعية إلى أن يكون الحوار مناسبة للتداول بصراحة وشفافية بشأن الحلول الواقعية القابلة للتنفيذ وليس الحلول النظرية.

وتحدثت مقالات عديدة بالصحف عن عدم وضوح الرؤيا بخصوص مدى توجه الحكومة نحو استصلاح الوضع الاقتصادي ومن ورائه الوضع الصحي والمعيشي، مشيرة إلى أن الانشغال بالبناء السياسي ما بعد 2011 أفرز مشهد الجوع.. وهنا دعت إلى فتح نقاش اقتصادي عميق والبحث عن بدائل وخاصة تغيير المنوال التنموي الذي أفضى الى انهيار النظام خلال العام 2011 بسبب عدم قدرته على إنتاج الثروة وخلق مواطن الشغل وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وتناولت جريدة (الصحافة) الوضع التربوي في البلاد، واصفة البرامج التعليمية بأنها خاوية، موضحة أن المدرسة فقدت بريقها وقدرتها على التأثير في محيطها في حين ظل التلاميذ يبحثون عن"لذة التعليم"التي فُقدت منذ أن أصبح أبناؤنا قرابين للمؤسسة التربوية.

-0- بانا/ي ي/ع د/05 يونيو 2022