وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: العنف داخل البرلمان يختزل درجة التعفن في المشهد السياسي

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع على موضوعين رئيسيين هما: الإنتشار الأفقي المفزع لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) والعنف المستشري في البلاد الذي طال المؤسسة التشريعية وتخت قبة البرلمان.

وأجمعت افتتاحيات الصحف على التخبط الحكومي في معالجة المشاكل القائمة وفي مقدمتها التعامل مع جائحة كورونا التي اشتدت موجاتها الخطيرة منذ أن عمدت الحكومة إلى فتح الحدود طمعا في جلب بعض السواح.. فلا هؤلاء وصلوا ولا وصلت "الفرنكاتالمتوقعة.

ومع تتالي الخيبات أقرت الصحف بـ"فشل منظومة ما بعد 2011 في الإستجابة للمطالب الشعبية، وباتت الدولة تستحضر في العقل الجمعي للتونسيين الذين ترسخ لديهم انطباع بعد 10 سنوات من الثورة بأن الطبقة السياسية وخاصة من انخرطوا في الحكم خلال السنوات العشر الماضية، أولوياتهم وانشغالاتهم متناقضة كليا مع انتظارات التونسيين".

وفي هذا الشأن، أكدت جريدة (المغربأن المواطنين باتوا يستبطنون حقيقة أنه لا توجد دولة لتوفر لهم أساسيات العيش الكريم وتحمي حياتهم من خطر الجائحة وتضمن لهم رعاية صحية أو غيرها من الخدمات.

جريدة (لا بريس) La Presse، الناطقة بالفرنسية أطلقت صيحة فزع إزاء اكتساح الجائحة كل المناطق لتحصد أرواح 16 ألف مواطن في مؤشر يؤكد أن تونس أصبحت تحتل المرتبة الثانية عالميا في الإصابات والوفيات، وقالت "إن هذه الأرقام المخيفة لا تدفع قادتنا إلى العمل في نفس الإتجاه خلال هذا التفجر القاسي الذي يعرض البلد وشعبه لخطر الموت".

وتساءلت: "كيف يمكننا أن ننظر بشكل بارد إلى الناس الذين يموتون في الشارع أمام المستشفيات دون أن يكونوا قادرين على الحصول على الرعاية الكافية عندما يكون هناك وجود في العيادات الخاصة ولكن الدولة لا تريد أن تتولى المسؤولية عنها ؟ ولماذا هذا الخوف الأزرق من الحجر الصحي العام في حين يتصاعد الضرر وتُحصد الأرواح وتنهار المنظومة الصحية؟".

وأمام هذه الأوضاع الخطيرة، لاحظت مقالات عديدة في أكثر من صحيفة غياب قيم العمل والروح الوطنية وغياب النزاهة وتفشى الفساد والمحسوبية، متهمة رئيس الحكومة بأنه "يخادع الناس في العديد من التصريحات الإعلامية ويسعى إلى مواصلة ترؤس الحكومة للسنوات الثلاث المقبلة حتى لو كلف ذلك انهيار المنظومتين المالية والصحية.

وفي هذا السياق، أكدت صحيفة (الحرية) أن "حكومة المشيشي تبقى من بين أسوء الحكومات التي ساهمت حركة "النهضة" في منحها الثقة على حساب المصلحة العامة، ويظل حكم النهضة خلال العشر سنوات الماضية حقبة سوداء في تاريخ البلاد التونسية ولن يتحسر التونسيون برغم فشل حكومة المشيشي على النهضة ولن يعودوا مجدداً إلى بيت الطاعة الإخواني بحثاً عن حلول توافقية".

أما صحبفة (نواة) فلاحظت من جانبها أن فترة حكم رئيس الحكومة ووزير الداخلية بالنيابة هشام المشيشي تميزت بتصاعد العنف البوليسي، إلى درجة أن جريدة (الصحافةأقرت بأن صدر الشعب التونسي بدأ يضيق بمؤسسات تشرّع للعنف ولسياسة الإفلات من العقاب والمحاسبة،  ولعل مشهد الإعتداء على رئيسة كتلة "الحزب الدستوري الحر" باللكمات تحت قبة البرلمان خير برهان على ذلك.

وأوضحت أن ممارسات العنف التي أصبحت سمة داخل البرلمان "تختزل درجة التعفن الذي بلغه المشهد البرلماني والمشهد السياسي ككل في وقت تمر فيه تونس بأسوإ موجة وبائية في تاريخها المعاصر في ظل عجز الدولة عن توفير أدنى وسائل الوقاية من هذه الأزمة من تلاقيح ومستلزمات طبية".

وفي تعليقها على انفلات العنف الذي أصبح بعض "أبطالهنوابا بالبرلمان كان يفترض فيهم أن يكونوا قدوة في الأخلاق ومؤتمنين على مصير الشعب، قالت جريدة (الشروق): إن المتابع للتحولات المتسارعة التي يشهدها مجتمعنا يدرك بالعين المجردة أن العنف تصاعد بوتائر كبيرة ومحيّرة إلى درجة أنه بات مطبوعا بالكثير من الشراسة والبشاعة مما يشي بأننا ندخل من حيث نشعر أو لا نشعر في دائرة توحش لا مخرج ولا فكاك منها ما لم نتدارك أمرها ونعالجها في الإبان.

ولاحظت صحيفة (الشارع المغاربي)، في هذا الصدد، أن السقوط الأخلاقي الذي نعاينه اليوم ليس ظاهرة منعزلة عن المنظومة السياسية الحالية فهي انعكاس لها وامتداد للتدحرج القيمي الذي نشأت عليه الحياة السياسية التونسية ما بعد يناير 2011.

-0- بانا/ي ي/ع د/ 04 يوليو2021