الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: غموض يخيم على المشهد السياسي

تونس العاصمة-تونس(بانا)- لا يزال المشهد السياسي في تونس المتسم بالغموض عقب أحداث 25 يوليو الماضي واتخاذ الرئيس قيس سعيّد إجراءات استثنائية بإقالة رئيس الحكومة وتجميد أعمال البرلمان، محط اهتمام ومتابعة من قبل الصحف التونسية في جل افتتاحياتها وتقاريرها طيلة الأسبوع الحالي.

ولاحظت أن ما حدث هو نتيجة "لما اتسمت به إدارة الشأن العام خلال العشرية المنقضية بالفوضى واستبدال فساد النظام السابق بممارسات جديدة أكثر استهجانا مبنية على التحزب والجشع واقتسام الغنائم وممارسة المحاصصة والفساد، مما أدى إلى تقويض مصداقية الدولة وأثار موجة من الإمتعاض والإستنكار لدى جل الشركاء الإجتماعيين، وكان لا بد من ردة فعل أو قطيعة".

وهنا، أكدت جريدة (الصحافة) أن الطبقة السياسية التي أدارت البلاد على امتداد ما يناهز الإحدى عشرة سنة الماضية أضرت بمصالح الشعب وتسببت في إدخال البلاد في دوامة من الأزمات المركبة.

وأضافت أن البرلمان كان أحد أبرز عناوين الأزمة السياسية، حيث قدم نواب الشعب صورة سيئة عن السلطة الأصلية في الفترة الأخيرة من خلال سيطرة المشاحنات والتجاوزات والصراعات، وهذا ما أدى إلى تكوين انطباع عام سلبي لدى أغلب مكونات الشعب التونسي.

وعلقت جريدة (المغرب) على مضي الرئيس سعيّد في تنفيذ رؤيته لتسيير دواليب الدولة، مشيرة إلى أنه بعد أسابيع من التردد يبدو أن رئيس الدولة قد اختار التكتيك الهجومي الذي سيعمد إليه خلال الفترة القادمة أي المرور بقوة.

لكن السؤال الأساسي المطروح اليوم أمام قيس سعيد -تضيف الجريدة- هو في طريقة التعامل مع الصعوبات والإحتجاجات والمعارضات التي ستغذيها حتما سياساته الجديدة.

 

وفي هذا السياق، كتب محمد بوعود، في افتتاحية (الصحافة اليوم): يطرح كثير من المتابعين مسألة القوة القادرة الآن على إحداث توازن والقادرة خاصة على الحدّ من الإندفاعة القوية للرئيس سعيّد المدعوم بحزامه الجماهيري للتغيير والتخلّص من الطبقة السياسية الفاسدة التي أضاعت على التونسيين عشر سنوات عجاف، لم يتحقق منها شيء، لا في الإقتصاد ولا في المعاش اليومي، ولا حتى في الديمقراطية وتنمية وتطوير الحياة السياسية.

وقالت صحيفة (الشارع المغاربي)، من جانبها، إن الرئيس سعيد عكس كل سابقيه، ويمثل حالة سياسية استثنائية بغض النظر عن طبيعة مشروعه السياسي الغامض، حيث تمسّك بوعوده الإنتخابية لإسقاط منظومة سياسية ولا يُعرف اليوم إن كان يمثل الحل لتونس أم أنه يُشكل خطرا داهما على ما تبقى من مؤسساتها.

وتطرقت جريدة (الشروق)، في افتتاحيتها اليوم الأحد، إلى آفة تفشي الفساد، مشيرة إلى أن عديد الجرائم والتجاوزات المرتكبة كشفت عن تورط موظفين وإداريين ووزراء ومسؤولين جهويين ومحليين في استغلال نفوذهم وقربهم من الأحزاب الفاعلة ليسهلوا مهمة الفاسدين والمحتكرين والمضاربين والمتهربين من الضريبة والمُهربين ويستفيدوا في المقابل من الرشاوى والعمولات المختلفة.

وشددت على ضرورة "تجفيف منابع الفساد داخل الإدارات ومختلف هياكل الدولة التي عادة ما تسهل مهام الفاسدين وتوفر لهم غطاء للإفلات من العقاب والمراقبة".

-0- بانا/ي ي/ع د/26 سبتمبر 2021