الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: سنة أخرى حصادها بكل المقاييس دون المأمول

تونس العاصمة-تونس(بانا)- عبرت الصحف التونسية عن أملها في أن يكون العام الجديد 2022، عاما "أحسن من سابقيه" وأن تكون فيه تونس "دولة أخرى" مختلفة عن دولة السنوات الماضية، تُنهي حقبة 11 عاما من التقلبات والصعوبات وكل مظاهر الفشل التي ميزت عمل مختلف الحكومات المتعاقبة منذ 2011.

وأوضحت أن تونس تسير في "نفق صعب" ولابد من إرادة رئاسية تدفع للخروج من هذه المحنة التي كانت "حصيلة حكم  أحزاب سرقت أحلام البسطاء وحولتها إلى كوابيس.

وكتب مراد علالة، في جريدة (الصحافة اليوم): يودّع التونسيون سنة أخرى حصادها بكل المقاييس دون المأمول في ظل استمرار أزمة شاملة لسنا نغالي حين نقول إنها الأسوأ في تاريخ دولة الاستقلال.

وأضاف:إذا أردنا عنوانا لسنة 2021 فلن يكون سوى "الزلزال" السياسي والقيمي والاقتصادي والاجتماعي الذي خلط الأوراق وبعثر الأدوار دون أن يرتّب المشهد من جديد على أسس سليمة، وهو ما ينذر بكون الإرتدادات ستتواصل في المرحلة القادمة، والخشية هي في النهاية من كلفة الطريق الوعرة إلى الإستقرار. 

من جهتها، قالت جريدة (الشروق): عام جديد سيعيشه التونسيون عساه أن يمحو ظلام السنوات الماضية بعد أن كذبوا على الشعب وقدموا له الوعود الزائفة.

وبينت أنه في واقع الإرث الثقيل لتلك السنوات، لن تكون مهمة الحكومة الحالية سهلة في السنة الجديدة لكن عليها أن تدرك أنها مطالبة بكشف كل الحقيقة للتونسيين، ولن نتقدم دون معرفة الحقيقة كاملة، حقيقة من دمر ومن خرب ومن كذب.

ولاحظت جريدة (الشارع المغاربي) أن الشغل الشاغل لأغلبية المواطنين اليوم مركّز على مسألة اختيار نظام سياسي جديد غير النظام "الهجين" الذي نجم عن دستور 2014 والذي سرعان ما تبين أن مساوءه كثيرة وخطيرة وأنه لم يأت بأي تأثير إيجابي وفعال في إرساء ديمقراطية حقيقية يرنو إليها الشعب حيث تميز بانحدار العمل البرلماني إلى أسفل المستويات من الواجبات الخلقية والنواميس السياسية.

وفي خضم الأزمات المتتالية محليا وعالميا، تساءلت جريدة (المغرب): هل استطاعت الديمقراطية بصيغتها الحالية أن تعطي الحلول لنوع جديد من الأزمات؟ وهل أظهرت هذه الجائحة (كورونا) خللا ما في هذه الديمقراطية؟

وقالت إن  الأزمة الصحية العالمية قد كشفت -وهذا ليس بجديد- عن ثغرات الديمقراطية التمثيلية، وأهم هذه الثغرات هو انكشاف عجزها وعدم قدرتها على مواجهة أزمة بمثل هذا الحجم..

وتطرقت افتتاحيات جلّ الصحف إلى الصعوبات التي تواجهها ميزانية الدولة لعام 2022، وأجمعت على أن  الميزانية التي تم تقديمها بحضور أربعة وزراء، تُبرز " إصرار الدولة مرة أخرى على انتهاج نفس الخيارات الاقتصادية الخاطئة واجترار سياسات إنتاج الفقر وعدم خلق الثروة، وإقرار نفس الإجراءات التي اتخذتها الحكومات السابقة وهي خيارات أثبتت في كل مرة فشلها"، إلا أن الجريدة أقرّت بأنه لا يمكن للحكومة الجديدة أن تحلّ في ظرف وجيز المشاكل المتراكمة طيلة السنوات العشر الماضية.

ووصفت صحيفة (الحرية) إضراب الجوع الذي يقوده حراك "مواطنون ضد الإنقلاب"، بأنه "وهمي" في محاولة لصرف النظر عن مسؤولية القائمين به عن العشرية السوداء التي تفشى فيها نهب المال العام والتهريج في البرلمان، في الوقت الذي ارتفعت نسبة البطالة وظلت المناطق الداخلية والحدودية تعاني الحرمان والخصاصة والتهميش الممنهج.

وخلصت إلى القول:ما هكذا تسقط الأنظمة، ولا هكذا علمنا التاريخ السير على طريق العظماء.

 

-0- بانا/ي ي/ع د/02 يناير2022