الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: تحديات كبيرة ورهانات كثيرة أمام الحكومة الجديدة

تونس العاصمة-تونس(بانا)- لاحظت افتتاحيات الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع، أن الحكومة التونسية الجديدة تكونت في سياق عام إيجابي سواء على مستوى رمزية تولي تسع نساء حقائب وزارية في ظل تقارير تؤكد أن النساء دائما هن أقل فسادا من الرجال، أو ما أعلنته رئيسة الحكومة من عناوين كبرى حيث قالت إنها ستعمل على استعادة الثقة في المعاملات وتطبيق القانون من دون تمييز مشددة على أن أولويات الحكومة ستكون أيضا استعادة الثقة في الدولة واستعادة ثقة الشباب، فضلاً عن مكافحة الفساد التي ستكون في صدارة الأولويات.

وبرغم ذلك، أوضحت الصحف أن الإعلان عن تركيبة الحكومة تزامن أيضا مع ما تعيشه البلاد من وضع دقيق، تحدياته كبيرة ورهاناته كثيرة تضاعف حجم مسؤوليتها.

وأشارت مقالات أخرى إلى أن المشهد اليوم يوحي بأن عصرا قد طُوي وآخر يولد تدريجيا، بدون مواسم سياسية للبيع والشراء والمقايضة وحتى الإبتزاز. 

وفي هذا المقام، قالت جريدة (الصحافة): في مشهد مغاير للساحة السياسية منذ 10 سنوات وبعد أكثر من شهرين من التدابير الإستثنائية، تم تشكيل الحكومة الجديدة التي أعلنت رئيستها، في اول تصريح لها منذ تكليفها، أنها منفتحة على كل الأطراف، مشددة على أنه لا بد من مكافحة الفساد لتوفير مناخ الثقة والإصلاح الجذري والحقيقي.

ولاحظت الجريدة أن "هذا الخطاب والتشكيلة الحكومية خلقَا ارتياحا لدى الفاعلين السياسيين الذين ثمنوا اختيار كفاءات مستقلة دون محاصصة حزبية أو حزام سياسي".

جريدة (الشروق من جانبها، وصفت الحكومة بأنها "حكومة حرب"، وقالت: "يجب أن تكون كذلك لأن الوضع الموجود فعلا يستحق حربا بلا هوادة على كل ما يعرقل عودة الدولة إلى قوتها وعودة ثقة المواطنين فيها وهذا ما يقودنا إلى الإنتظارات الشعبية التي خاب رجاؤها في كل الحكومات التي تعاقبت على تونس وتعلق الآن آمالا كبيرة على هذه الحكومة التي ولأول مرة ستكون حكومة غير خاضعة للمحاصصات والتوافقات الحزبية".

وأكدت جريدة (المغربأن رئيسة الحكومة تجد نفسها منذ لحظة أداء اليمين أمام تحديات ضخمة، وتساءلتكيف ستغطي الحاجيات المالية للدولة خلال هذه السنة والتي تقدر بحوالي 10 مليار دينار؟ وهل سنقترض مباشرة من بعض الدول الشقيقة والصديقة؟ وإذا كان الأمر كذلك فوفق أية شروط مالية وسياسية؟.

إلا أنها أقرت بأنه من الظلم تحميل هذه الحكومة الجديدة كل هذا الكمّ الهائل من التحديات، ولكن الحكومة إنما جعلت لإدارة الشأن العام ولمعالجة مشاكل البلاد.

وعلقت صحيفة (الشارع المغاربيعلى كلمة رئيسة الحكومة في أول تصريح لها، مشيرة إلى أن أمام الحكومة الجديدة مهمة استرجاع الثقة وضمان الأمل الإقتصادي والإجتماعي ومكافحة الفساد وضمان الأمن بكل أبعاده، وقالت إنه في حال لم تفلح الحكومة في الحد من هيمنة لوبيات الفساد والتهريب والحد من اختلال كافة الموازين بما يُسهم في استعادة الثقة المنشودة، فإن البلاد برمتها ربّما تفوت على نفسها فرصتها الأخيرة.

وتساءلت صحيفة (الشعب)، من جهتها، عن "مدى قدرة الفعاليات الوطنية على اجتثاث قيم الإستبداد والفساد والنرجسية والانتهازية من المجتمع، ومدى قدرتها على استثمار الفرصة التي وفرها رئيس الجمهورية الذي أرجع قطار الثورة إلى السكة حتى تواصل مشوارها لكنه برغم شعبيته الواسعة ونظافته يبقى ظاهرة عرضية معرضة للانتكاسة".

وفي متابعتها لبعض القضايا إقليميا ودوليا، وتحديدا السياسة الفرنسية خاصة تجاه عديد الدول الإفريقية، قالت صحيفة (الحرية) إن "تصريحات الرئيس ماكرون عنجهية واحتقارية ويمينية المنحى وأحدثت عدة أزمات آخرها مع الجزائر دون أن ننسى أزمات أخرى جنوب الصحراء أفضت إلى عدد من الانقلابات على الموالين لفرنسا، وميلاد جيل جديد ساخط على فرنسا الإبتزازية".

-0- بانا/ي ي/ع د/17 أكتوبر 2021