الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية تثمن مشاركة سعيّد في قمة الإتحادين الإفريقي والأوروبي

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تنوعت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع، من متابعة الشأن الداخلي، إلى التطرق إلى بعض القضايا والأحداث الإقليمية والدولية.

وتناولت مختلف الصحف بالمتابعة والتعليق على انعقاد قمة الإتحادين الإفريقي والأوروبي في بروكسل يومي 17 و18 فبراير الجاري، ومشاركة الرئيس التونسي قيس سعيّد في أشغالها، مشيرة إلى تأكيده على إرساء علاقات تعاون تقوم على الندية بين جميع الأطراف، وضرورة إعادة الثروات المنهوبة من القارة الإفريقية إلى شعوبها.

وفي هذا السياق، قالت جريدة (لا براس) La Presse، الناطقة بالفرنسية: تميز الرئيس سعيّد بلهجة ربما لم يسبق لها مثيل بالنسبة للدبلوماسية التونسية، حيث كانت إفريقيا في صميم الرسائل التي نقلها إلى أوروبا. 

واعتبرت أن قمة الإتحاد الأوروبي والإتحاد الإفريقي مثلت فرصة"لوضع الأساس لشراكة متجددة ومتعمقة على أعلى مستوى من الإلتزام السياسي القائم على الثقة والفهم الواضح لمصالحنا المتبادلة"، مشيرة إلى أن الإتحاد الأوروبي يظل  أكبر شريك متعدد الأطراف في القارة، حيث ارتفعت التجارة بنسبة 20 % إلى أكثر من 200 مليار دولار بين عامي 2016 و2020.

وبخصوص الشأن الداخلي، لاحظت مقالات عديدة أن الرجال، وإلى حد أقل النساء، ،فشلوا في تحويل الحرية إلى نتائج ملموسة من حيث النمو والتنمية والرفاه، إذ ظلوا على مدى أكثر من عقد من الزمن مشغولبن بالمشاجرات ليفقدوا بصرهم أخيرا عن القضايا الجوهرية.

وفي هذا السياق، اتهمت جريدة (المغرب)  الطبقة السياسية في تونس بأنها آثرت مصالحها الضيقة انسجاما مع فكرها السلطوي البدائي، وقالت إن الجماهير المحبطة من السياسات المتّبعة خلال العشريّة المنصرمة تُحمّل الأحزاب تردّي أوضاعها الإقتصادية والمعيشيّة بشكل خطير، ولم يعد يهمها أن تُحكَم البلاد بالمؤسّسات أو من قبل فرد، خاصّة أنّها تستبطن من موروثها صورة "المستبد العادل" القادر على معاقبة "الأشرار".

ويبدو أن قصّة تونس -تضيف الجريدة-لم تنتهِ بذبول "أوراق ربيعها" وأنّها مقبلة على فصل جديد لا أحد يعرف لونه ومآلاته بعد أن أفصح الرّئيس (سعيد) أنّ مهمّته لن تقتصر على الإجراءات الاستثنائية بل ستمضي إلى اجتثاث المنظومة القائمة من جذورها، لينتهي "الربيع الخادع الذي اكتفى بتفجير المشاكل بدلا عن حلّها"

وتطرقت جريدة (الشروق) إلى محاولات بعض القوى السياسية الإستقواء بالأجنبي لإعادة تموقعها في المشهد السياسي، مشيرة إلى أن  من المبادئ الأساسية التي كرسها وأعلاها ميثاق الأمم المتحدة مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للأمم، لكن أصبح واضحا أن هذا المبدأ مستباحا بشكل مزدوج سواء من قبل بعض الدول الكبرى من مستعمري الأمس، والمهيمنين على العالم اليوم، كما أن هذا المبدأ صار مستباحا أيضا من رموز تدعي الوطنية ولا تتردد في بيع أصواتها رخيصة في بورصات المصالح والإرتهان إلى الأجنبي، ويبدو أن هذا الرهط من التونسيين قد استهوتهم لغة الإستقواء بالأجنبي وباتوا يظهرون استعدادا فطريا لحث القوى الدولية على التدخل في الشأن الوطني.   

وفي خضم الأزمة التي تعيشها البلاد، أكدت صحيفة (الشارع المغاربي) أن الحكمة السياسة تقتضي أن ينطلق الإصلاح المعمق الشامل لتجديد بناء جميع مؤسسات دولة القانون، بدءً بانتخاب مجلس الشعب (البرلمان) انتخابا نزيها وصولا إلى تحديد نظام الحكم الأجدر بالإتباع، حتى إذا استرجعت الدولة هيبتها أمكن الشروع في الإصلاحات على بصرية من واقع الأمر.

وخلصت إلى القول: الوعي بأن الأسوأ وراءنا لا ينفصل عن نشر الوعي بأن الأصعب أمامنا.

وأرجعت افتتاحيات عدد من الصحف، التردي الحالي  الذي تعيشه البلاد على المستويات السياسية والإقتصادية إلى" الأهوال التي عايشتها البلاد على امتداد ما يزيد على  عشرة أعوام"، وتطرقت إلى سقوط بعض الأجهزة القضائيّة وبعض منظوريها في أوحال الفساد أو الخضوع الطيّع  للإبتزاز السياسي والحزبي،بينما كان من المفترض أن يكون القضاء جزءً من حل مشاكل البلاد شبه المستعصية، باعتباره مؤتمنا على إقامة العدل.

وهنا، لاحظت صحيفة (نواة) أن ملف الإغتيالات السياسية التي شهدتها تونس خلال العشرية الأخيرة، لم يتقدم كثيرا من جانب كشف الحقيقة الكاملة وتحديد المسؤوليات، حيث ظل الملف يتنقل بين أروقة المحاكم ومكاتب قضاة التحقيق والنيابة العامة، مشيرة إلى أن القضاء كان له دور سلبي في تعطيل تقدم الملف وكشف الحقيقة.

وتطرقت صحيفة (الحرية) إلى تضرر قطاع السياحة بتراجع عدد الوافدين بنسبة 80 % والعائدات السياحية بنسبة 64 %، كما أن قرابة 400 ألف تونسي خسروا وظائفهم، وقالت إن بارونات الفساد مازالوا يتحكمون في مفاصل السياحة التونسية، داعية إلى "تطهير القطاع من حكم العائلات المتغلغلة في مفاصل وزارة السياحة والتي عفنت السياسة"، حسب تعبيرها.

وبمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لإعلان قيام اتحاد المغرب العربي، كتبت جريدة (الصحافة اليوم): في غفلة من الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي وأغلب الدول المغاربية مرّت في 17 فبراير الذكرى الثالثة والثلاثون لإعلان قيام الإتحاد ولم تحرك القوى المدنية والسياسية ساكنا، وهي التي كانت دوما متحمسة للوحدة والإندماج.

واستطردت قائلة: كانت الآمال عريضة لحظة التأسيس.. يومها كان حكام "المغرب الكبير" مكرهين أرغمهم القدر على الإستجابة لإرادة الشعوب فتقدموا خطوة على درب التأسيس المغاربي وانطلق القطار المغاربي -كما قيل حينها- ليتوقف بنفس السرعة التي انطلق بها.

-0- بانا/ي ي/ع د/ 20 فبراير 2022