الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

حل البرلمان ومساعي تجاوز الأزمة السياسية أبرز اهتمامات الصحف التونسية

تونس العاصمة-تونس (بانا)- في رصدها المشهدَ السياسي التونسي، لاحظت الصحف المحلية الصادرة هذا الأسبوع، أن البلاد لم تعد تمتلك الكثير من الوقت، فإما الدخول في ديناميكية ثقافية تربوية واقتصادية وتنموية متجانسة وإما التدحرج نحو الإنهيار، خاصة بعد ما فرضته الحرب الروسية الأوكرانية من تحديات جديدة على تونس وعلى العالم بأسره وهي مناسبة أمام الجميع لمراجعة مواقفهم وإرجاء الصراعات الوهمية والجانبية.

وتصدر قرار الرئيس التونسي قيس سعيّد حل البرلمان اهتمامات كل الصحف التي تابعت الجدل في الفضاء العمومي حول شرعية هذا القرار والسند الدستوري له لتتعدد القراءات والتأويلات للدستور.

وأجمعت الصحف على أن القرار فتح الباب أمام سيناريوهات وتكهنات واسعة، ذهبت في معظمها إلى احتمالات تعديل خارطة الطريق التي أعلنها الرئيس في وقت سابق.

وهنا دعت صحيفة (الحرية) إلى محاسبة وحل الأحزاب المتورطة التي أجرمت في حق تونس قبل إجراء انتخابات سابقة لأوانها"، مشددة على ضرورة الحوار بين كل الأطراف الوطنية الشريفة السياسية منها والمدنية لتحديد الأطر القانونية الجديدة في علاقة بقانون الأحزاب والجمعيات والإستفتاء وطبيعة نظام حكم يرسي دولة القانون والمؤسسات خال من كل المطبات التي تمس من مدنية الدولة.

وفي مسعى لتجاوز الأزمة السياسية، علقت الصحف التونسية على لقاء الرئيس سعيد بأمين عام المركزية النقابية، وأجمعت على أن اللقاء يحمل في طياته عدة رسائل للداخل والخارج، ويؤكد مرة أخرى على الدور الهام للمركزية كقوة توازن وقوة ضامنة لاستقرار المسارات السياسية القادمة، مشيرة إلى أن هذا اللقاء يفتح صفحة جديدة قوامها التأسيس لنواة صلبة لعلها تكون قاعدة أساسية للعملية السياسية القادمة بعد أن وقع تحييد البرلمان والأحزاب .

وفي هذا الصدد، قالت جريدة (الصحافة) إن هذا اللقاء أذاب الجليد العالق بين الطرفين، وأعاد بالخصوص الحياة إلى ما يسمّى بالقوة الضامتة، أو التوازن السياسي الذي لا بد منه حتى تستقيم العملية السياسية، وحتى تنتفي مبررات الاستفراد بالحكم، أو التعلاّت التي يحاول أن يضعها المتضررون من إجراءات 25 يوليو لاستجداء التأييد الخارجي او التحريض على تونس.

وفي ذات السياق، قالت جريدة (الشعب): يتسارع  الزمن السياسي التونسي بتدّخلات خارجية سافرة، وانفتاح المشهد على كل ممكنات التدويل التي تستجديها المنظومة الكسيحة التي سمّمت عشرية الثورة بتسوّل صريح على أعتاب بعض الدول.

 وشددت على ضرورة ضبط الإصلاحات الدستورية والقانونّية من أجل تغيير جذري للمنظومة الإنتخابّية الفاسدة في كل مستوياتها.

بدورها، لاحظت جريدة (لا براس) الناطقة بالفرنسية، أنه في الوقت الذي يدعي الجميع أنهم يتصرفون لإنقاذ البلد وديمقراطيته الوليدة، إلا أنهم يفعلون كل ما في وسعهم لدفع مسامير جديدة إلى جسده الضعيف المنهك، ودعت إلى نبذ الحسابات السياسية الضيقة والتركيز على الأولويات الاقتصادية والاجتماعية لبلد يرقص على بركان وقد تكون لثورانه عواقب وخيمة على الإستقرار الإجتماعي.  

وأكدت صجيفة (الشارع المغاربي)، من جهتها، أنه لم يعد خافيا على أحد أن تونس في عنق الزجاجة، إذ بلغت الأزمة الإقتصادية الخانقة درجة غير مسبوقة من الحدّة جعلتها مهددة بالإفلاس خصوصا أن الحكومة وضعت كل بيضها في سلة واحدة بمراهنتها على نجاح مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي لتجنب هذا المصير. وأضافت أن من شروط النجاح قبول أهم الإطراف الإجتماعية وفي مقدمتها المركزية النقابية بالبرنامج الذي يطلبه صندوق النقد، متسائلة: هل يسهل أمين عام المركزية نور الدين الطبّوبي  مهمة الحكومة أم  سيعصف بجهودها الرامية إلى إبرام الإتفاق؟

-0- بانا/ي ي/ع د/ 03 أبريل 2022