مثول مشتبه فيه بالتورط في جرائم حرب دارفور أمام المحكمة الجنائية الدولية
لاهاي-هولندا(بانا)- بدأت أول محاكمة لشخص متهم بالتورط في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور بالسودان أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
ومثُل علي محمد علي عبدالرحمن، المدعو علي كوشيب، يوم الثلاثاء، أمام الدائرة القضائية الأولى للمحكمة، برئاسة القاضية جوانا كورنر، إلى جانب القاضيتين ران ألابيني غانسو، وألثيا فوليت أليكسيس ويندسور.
وأفاد بيان صحفي صادر عن المحكمة الجنائية الدولية أن هذا الزعيم السابق لميليشيا الجنجويد الموالية للحكومة وُجهت إليه 31 تهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من المشتبه ارتكابها في إقليم دارفور السوداني خلال الفترة بين أغسطس 2003 وأبريل 2004 على الأقل.
واندلع النزاع في دارفور سنة 2003 بين القوات الحكومية السودانية المدعومة بميليشيات أطلق عليها الجنجويد من جهة، وبين حركات تمرد دارفور غير العربية في غالبيتها من جهة أخرى. وعبُرت الأخيرة عن غضبها حيال ما اعتبرته تمييزا وإهمالا من جانب الحكومة المركزية. ولقي مئات آلاف الأشخاص مصرعهم جراء الاقتتال العنيف الذي أدى كذلك إلى تهجير ملايين الأشخاص الآخرين.
ووُجهت إلى الجنجويد، على نطاق واسع، تهمة ارتكاب تصفية عرقية في حق السكان المدنيين، وحرق وتدمير مئات القرى.
من جانبه، يواجه الرئيس السوداني المخلوع، عمر البشير، أمام المحكمة الجنائية الدولية، تهم التورط في جرائم ضد الإبادة الجماعية وجرائم حرب في دارفور، إلا أنه ما يزال رهن الاعتقال في السودان، منذ إزاحته عن السلطة سنة 2019 .
وبدأت المحاكمة بتلاوة التهم الموجهة إلى عبد الرحمن، المشتبه بتورطه في هجمات استهدفت مدنيين بأربع مدن في دارفور. ويٌعتقد أنه وأفراد الميليشيا التي كان يقودها ارتكبوا عمليات اغتصاب وتعذيب وقتل ونهب واسعة النطاق.
واعتبرت المحكمة الجنائية الدولية أن عبدالرحمن من المشتبه أنه نفذ استراتيجية مضادة للتمرد أديرت من الخرطوم، متسببة كذلك في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
وذكر البيان أن "الدائرة القضائية اقتنعت بأن المتهم يفهم طبيعة التهم الموجهة إليه"، مضيفا أن "المتهم يدفع ببراءته من جميع التهم الموجهة إليه".
ومن المقرر أن يبدأ الشاهد الخبير الأول في الإدلاء بإفادته اليوم الأربعاء.
وكان عبدالرحمن قد نُقل إلى عهدة المحكمة الجنائية الدولية يوم 9 يونيو 2020، بعد أن سلم نفسه طواعية في إفريقيا الوسطى. وسبق له أن مثُل أمام المحكمة الجنائية الدولية مثولا أوليا يوم 15 يونيو 2020 .
وتجري المحاكمة وسط تصاعد الاضطرابات وأعمال العنف في إقليم دارفور، عقب مظاهرات سياسية في الخرطوم وانقلاب عسكري شابته مزاعم ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق واسع.
-0- بانا/م أ/ع ه/ 06 أبريل 2022