في اليوم العالمي للمرأة: احتفاء لا يخفي الجزء القاتم من الواقع
تونس العاصمة-تونس(بانا)- أحيت تونس على غرار شعوب العالم، اليوم الجمعة 8 مارس، اليوم العالمي للمرأة وسط مشهد امتزج فيه واقع المرأة في تونس وفي العالم بالتناقضات، ولم تنجح لا الشعارات المرفوعة ولا المشاريع ولا البرامج الداعمة للنِساء وحمايتهن سواء أكان ذلك وطنيا أو دوليا في إخفاء الجزء القاتم من الصورة.
ففي تونس، أكدّت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ الاشتغال على ملف مقاومة العنف عبر تركيز المرصد الوطني لمناهضة العنف وتطوير آلية الخط الأخضر 1899 وإحداث مراكز "الأمان" للتَعهد بالنساء ضحايا العنف، ودعم برامج التّمكين الاقتصادي على غرار البرنامج الوطني لريادة الأعمال النّسائيّة والاستثمار "رائدات"، إضافة إلى تثمين دور المرأة والنخب والكفاءات النسائيّة.
في المقابل، كشفت نتائج أوّل مسح حول العنف المسلط على المرأة أعدّه المعهد الوطني للإحصاء، عن تعرّض 84.7 بالمائة من النّساء المُستجوَبات البالغ عددهن حوالي أَحد عشر ألف امرأة، للعنف بمختلف أشكاله مرّة واحدة على الأقل بداية من سنّ 15، كما تتواصل في الأثناء وبشكل متواتر حَوادث الطرقات القاتلة التي خلّفت العَشرات من النسوة العاملات في المجال الفلاحي وسط غياب تام لأبسط مقومات السلامة واحترام حقوقهن كذوات بشرية.
وفي العالم، وبرغم محاولاتِ التسويق لصورة منمّقة لاحترام حقوق المرأة إلا أن كل الدعايات لم تُخف الجرائم التي تُقترف في حقّ شعب بأسره والمرأةِ الفلسطينية على وجه الخصوص، حيث كشفت الأمم المتحدة في أحدث تقرير لها عن أنّ الحرب في غزّة تقتل وتصيب النساء بشكل غير مسبوق وأسفرت عن استشهاد حوالي تسعة آلاف امرأة من قبل قوّات الاحتلال الإسرائيلية منذ بداية الحرب، كما تُقتل حوالي سبعٍ وثلاثين أمّا كل يوم، الوضع الذي يُدّمر حياة عائلاتهن ويُقلص حماية أطفالهن حسب التقرير.
كما أفادت منظمة "أكشن إيد" الدولية بأنّ "نساء قطاع غزة يلدن الأجنّة ميّتة، بسبب تزايد خطر المجاعة، وانهيار العمليات الإنسانية".
-0- بانا/ي ي/ع د/08 مارس 2024