الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

بعثة المساعدة في شمال غزة تكشف أن مزيدا من الأطفال يواجهون خطر الموت جوعا

القاهرة-مصر(بانا)- أشادت الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بالفرصة النادرة لإيصال الأدوية التي تحتاجها المستشفيات في شمال غزة، للمرة الأولى منذ شهور، لكنها حذرت من الأوضاع "المأساوية" في المرافق الطبية حيث يواجه مزيد من الأطفال خطر الموت بسبب سوء التغذية.

وقال الدكتور ريك بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ""إن معظم البعثات التي كان مقررا أن تتوجه إلى شمال غزة في يناير قد رُفض طلبها ولم تتم الموافقة إلا على 3 منها فقط. أما شهر فبراير فلم تتمكن أي بعثة من الوصول إلى المنطقة بسبب عدم وجود الآليات المناسبة للتنسيق المرتبطة بالصراع.

ومنذ السابع أكتوبر، تمكن فريق من منظمة الصحة العالمية من الوصول للمرة الأولى إلى مستشفى كمال عدوان بشمال غزة.

وفي حديثه عبر الفيديو خلال مؤتمر صحفي في جنيف، أوضح بيبركورن أن الوضع في مستشفى العودة، بشكل خاص، مروع. وقال إن مستشفى كمال عدوان، وهو مستشفى الأطفال الوحيد بشمال غزة، يعمل فوق طاقته القصوى إذ يكتظ بالمرضى. وحذر من أن انقطاع الكهرباء يمثل خطرا كبيرا على رعاية المرضى وخاصة في العناية المركزة ووحدة رعاية حديثي الولادة.

المنظمة وشركاءها تمكنوا أخيرا من الوصول إلى مستشفيي كمال عدوان والعودة في الثالث من الشهر الحالي. وكانت تلك أول بعثة للمستشفيين منذ أوائل تشرين الأول/أكتوبر على الرغم من الجهود المتكررة للوصول إلى شمال غزة.

وتمكن الفريق من توصيل 9500 لتر من الوقود لكل مستشفى وبعض الإمدادات الطبية الأساسية وإن كانت نسبة ضئيلة من حجم الإمدادات التي تشتد إليها الحاجة كما قال المسؤول بمنظمة الصحة العالمية.

من جانبه، كشف المتحدث باسم اليونيسيف، جيمس ألدر، عن "العواقب الوخيمة" بالنسبة للأطفال في تلك المنشآت. قائلا: "تفيد التقارير بأن 10 أطفال على الأقل لقوا حتفهم بسبب الجفاف وسوء التغذية في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة. ومن المرجح أن عددا كبيرا آخر من الأطفال يصارعون من أجل حياتهم. هذه الوفيات من صنع البشر، ومتوقعة ويمكن منعها".

ورجح المتحدث باسم اليونيسيف وفاة المزيد من الأطفال خلال الأيام المقبلة إذا لم يتم توسيع نطاق المساعدات بدون تأخير.

ويمثل سوء التغذية تهديدا كبيرا لسكان غزة وخاصة الأطفال الصغار لما يمكن أن يؤدي إليه من هزال وعواقبه التي لا يمكن علاجها.

وكان الاكتفاء الذاتي في غزة من السمك وغيره من المنتجات الغذائية، يقي السكان من مثل تلك المخاطر. ولكن الآن تشير ممثل منظمة الصحة العالمية إلى أن الهزال يصيب 15,6 في المائة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن العامين في شمال غزة.

وقال الدكتور بيبركورن: إن 12 مستشفى فقط في غزة تعمل بشكل جزئي، 6 في الشمال و6 في الجنوب وإن 23 مستشفى توقف عن العمل بشكل كامل. وبسبب ذلك الوضع، تدعو منظمة الصحة العالمية إلى زيادة الإجلاء الطبي بشكل كبير من غزة.

واضاف "نقدر أن 8000 مريض يجب إحالتهم إلى خارج غزة، 6000 إصابة منهم مرتبطة بالحرب و2000 مصاب بأمراض أخرى".

وقالت منظمة الصحة العالمية إن الفترة بين 7 أكتوبر 2023 و20 فبراير 2024 شهدت إجلاء 2.203 مرضى فقط، رغم أن مصر وعددا من الدول الأخرى عرضت استقبال المرضى والمصابين من مستشفيات غزة.

وفي ذات السياق، أدان خبراء أمميون مستقلون في مجال حقوق الإنسان إطلاق القوات الإسرائيلية النار على حشود لفلسطينيين تجمعوا للحصول على الدقيق، في جنوب غرب مدينة غزة الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 112 شخص وإصابة حوالي 760 آخرين. 

ووصف الخبراء الأمميون المستقلون، في بيان أمس الثلاثاء، هذه الحادثة بأنها "مجزرة" في خضم ظروف مجاعة لا مفر منها وتدمير نظام الإنتاج الغذائي المحلي في القطاع الفلسطيني المحاصر.

وقال الخبراء إن "إسرائيل تقوم عمدا بتجويع الشعب الفلسطيني في غزة منذ الثامن من أكتوبر. وهي تستهدف الآن المدنيين الباحثين عن المساعدات الإنسانية والقوافل الإنسانية". وشدد الخبراء على ضرورة أن تضع إسرائيل حدا لما وصفوها بحملة التجويع واستهداف المدنيين، مضيفين أن الهجوم جاء في أعقاب منع إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى مدينة غزة وشمال غزة لأكثر من شهر.

وقال الخبراء المستقلون إن "المذبحة التي وقعت في 29 فبراير الماضي اتبعت نمطا من الهجمات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين الذين يطلبون المساعدة"، حيث تم تسجيل أكثر من 14 حادث إطلاق نار وقصف واستهداف لمجموعات كانت متجمعة لتلقي مساعدات تمس الحاجة إليها من الشاحنات أو عمليات الإنزال الجوي، في الفترة ما بين منتصف يناير ونهاية فبراير.

وأضاف الخبراء بالقول: "فتحت إسرائيل النار أيضا على قوافل المساعدات الإنسانية في عدة مناسبات، على الرغم من أن القوافل شاركت إحداثياتها مع إسرائيل".

وذكر الخبراء المستقلون: "في 26 يناير، أقرت محكمة العدل الدولية بمعقولية أن إسرائيل ارتكبت جريمة إبادة جماعية، وأمرت بالسماح بإيصال الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى الفلسطينيين في قطاع غزة". 

وفي يناير، قبل صدور قرار المحكمة، كانت تدخل إلى القطاع نحو 147 شاحنة يوميا. ومنذ صدور الحكم، دخلت 57 شاحنة فقط إلى غزة خلال الفترة من 9 إلى 21 فبراير 2024 وفق الخبراء.

وقال الخبراء إن إسرائيل "لا تحترم التزاماتها القانونية الدولية، ولا تمتثل للتدابير المؤقتة لمحكمة العدل الدولية، وترتكب جرائم وحشية". 

وأضافوا أن "إسرائيل تمنع وتقيد بشكل منهجي دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة من خلال اعتراض عمليات إيصال المساعدات عند نقاط التفتيش، وقصف قوافل المساعدات الإنسانية، وإطلاق النار على المدنيين الذين يطلبون المساعدة الإنسانية".

-0- بانا/م أ/س ج/06 مارس 2024