الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

صحيفة ليبية تتحدث عن تحرك دبلوماسي قبل مؤتمر برلين الثالث لإيجاد مخرج للأزمة الليبية

طرابلس-ليبيا (بانا) - أكدت صحيفة "الوسط" الليبية ان حركة دبلوماسية اقليمية ودولية مكثفة جارية حول ليبيا قد تتوج بمؤتمر برلين الثالث لايجاد حل للازمة التي يعرفها هذا البلد منذ أزيد من عشر سنوات.

وقالت الصحيفة إن الملف الليبي يتحرك هذه الأيام، ضمن حراك سياسي إقليمي دولي، للبحث عن مخارج سياسية للأزمة الليبية التي قد يختزلها البعض حاليا في الصراع الدائر حول شرعية السلطة بين حكومتين، إحداهما ولدت في جنيف، برئاسة عبدالحميد الدبيبة، والأخرى أنتجها مجلس النواب (البرلمان)، وعلى رأسها فتحي باشاغا، في انتظار رؤية "دخان أبيض" يعقب كل هذا الحراك، قد تأتي تباشيره وفق المتفائلين مع قمة "برلين 3" المرتقبة.
وأشارت الصحيفة الى عودة إشكالية الإنفاق المالي إلى الواجهة مع انتقادات ومخاوف أمريكية من استغلاله لصالح جماعات مسلحة، إذ كانت معادلة من يسيطر على النفط وخزائن المصرف المركزي يحكم يده على مفاتيح السلطة، هي محور الصراع في الحالة الليبية خلال السنوات الأخيرة، وربما من هذا المفهوم جاءت انتقادات وزارة الخارجية الأمريكية لحكومة الوحدة الوطنية بخصوص "غياب التفاصيل الكافية عن مشروعات وعمليات الإنفاق، وعدم إتاحة هذه المعلومات للجمهور، وغموض مصدر تمويل صندوق الثروة السيادية أو نهجه العام"، ضبابية قد تغطي عملية تحويل "الأموال العامة إلى الميليشيات والجماعات المسلحة"، حسب إحاطة قدمتها مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، وعبرت عن مخاوفها خلال لقائها رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ومحافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير في تونس أخيرا.

وقالت الصحيفة إن الدبيبة ذهب إلى العاصمة السنغالية دكار بعد أيام من تعيين السنغالي عبدالله باتيلي مبعوثاً أممياً جديداً إلى ليبيا طلباً لدعم رئيس السنغال الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي ماكي سال، خاصة وأن حكومة الوحدة الوطنية سبق لها أن رفضت تولي هذه الشخصية رئاسة البعثة بسبب اعتقادها "انحيازه" إلى سلطات الشرق الليبي. لكن الدبيبة قال إن الانتخابات لن تكون مكتملة دون لقاء رئيس الاتحاد الأفريقي وتنسيق المواقف معه.
وأشارت "الوسط" الى أن العاصمة القطرية، الدوحة، كانت محطة مهمة ضمن مسار الحراك السياسي، حيث استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدبيبة، ليلتقي بعدها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بعد خصومة استمرت سبع سنوات، وأعرب عقيلة عن "التفاؤل الشديد" بنتائجها (زيارته للدوحة)، مضيفاً أنه لمس "حرصاً من القيادة القطرية على تسوية الخلافات في ليبيا بالطرق السلمية، وهي قيادة منفتحة على كل الليبيين وحريصة على عودة ليبيا من جديد دولة آمنة مستقرة"، دون الكشف عن تفاصيل محورية.

وأضافت الصحيفة أن ذلك جاء عقب محاولات أنقرة (تركيا) التي تحتفظ بوجود على الأرض في غرب البلاد، إحداث توازن في علاقاتها بين طرفي الصراع، غير أنها لا تخفي تمسكها بدعم حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، وكشف وزير الخارجية التركي، تشاوويش أوغلو، في أنقرة الأربعاء، أن بلاده تسعى لإقامة علاقات مع مختلف الأطراف في ليبيا من منطلق حرصها على تحقيق الأمن والاستقرار، وأن وفداً برلمانياً تركياً سيزور شرق وغرب ليبيا قريباً.
ومضت الصحيفة أنه في تلك الأثناء كان المبعوث الفرنسي إلى ليبيا بول سولير، يجري لقاءات في ليبيا بدءاً من المجلس الرئاسي، إلى رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر، حيث جرت الإشارة إلى أهمية المسار الدستوري للوصول إلى انتخابات تعبد الطريق نحو مؤسسات دائمة.
وقالت الصحيفة إنه بشأن التحركات الجارية من أنقرة إلى الدوحة والقاهرة وبرلين، يتردد الاتجاه إلى تعديل حكومي على السلطة التنفيذية للدبيبة مع الاحتفاظ بمنصبه، شريطة حصول عقيلة صالح على رئاسة المجلس الرئاسي تمهيداً لإجراء انتخابات برلمانية أولاً خلال أشهر، مشيرة الى أنه في الاجتماع الأخير في برلين جرى طرح خيار اختيار قادة ليبيين جدد يمثلون مختلف الأطراف الرئيسية لصياغة القاعدة الدستورية.
وأضافت أن المجلس الرئاسي لم يكن بعيدا عن هذا الحراك، إذ أجرى عضو المجلس موسى الكوني،  لقاءات مع سفراء أجانب، داعيا إلى ضرورة عودة البلاد إلى نظام اللامركزية في الحكم، "بما يضمن تفتيت المركزية بالعاصمة طرابلس"، ما يسهم في إنهاء حالة الانسداد السياسي، الأمر الذي يصعب تطبيقه في ظل غياب دستوري توافقي مستفتى عليه من قبل الشعب.
واختتمت الصحيفة بالقول إن الحديث حول الترتيب لعقد مؤتمر "برلين 3"، يأتي ليكون ذروة الحراك السياسي القائم، بالنظر إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه ألمانيا استكمالاً لدورها السابق.
ونقلت عن الأمين العام الأممي تأكيده وجود ثلاثة تحديات رئيسة تحول دون إحراز تقدم في الملف الليبي، وهي ضمان السلم بين أطراف الأزمة شرقي وغربي ليبيا، ووقف أعمال العنف، إلى جانب دعم كل الأطراف الخارجية المنخرطة في الصراع عملية التسوية حتى يتم إجراء انتخابات مشروعة يقبلها الجميع".
-0- بانا/ي ب/ع ط/ 18 سبتمبر 2022