الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: المشهد بعد أحد عشر عاما من "الثورة"، مثير للمخاوف

تونس العاصمة-تونس(بانا)- أفردت الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع مساحات واسعة في صفحاتها لمتابعة المشهد السياسي التونسي، أياما قليلة قبل الانتخابات التشريعية المقررة في السابع عشر من الشهر الجاري.  

وقالت جريدة (الصباح): لا نعرف صراحة ما ستؤول إليه هذه الانتخابات، ولا ما سيكون عليه دور وعمل اللجان داخل المجلس النيابي، وما إذا سيكون مجلسا صوريا مطالب بإقرار ما يُطرح عليه من مشاريع قرارات، أو ما إذا سيكون مجلسا ثوريا متمردا على مَن صنعه. ولكن ما نعرفه أننا إزاء الكثير من المفاجآت، والمشهد وبكل بساطة بعد أحد عشر عاما من "الثورة" مثير للمخاوف.

ولاحظت جريدة (الصباح) أنه، بعد مرور أسبوعين على انطلاق الحملة الانتخابية، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي حملة تنمر كبيرة محورها مضمون خطاب بعض المترشحين للانتخابات التشريعية القادمة وظهورهم بمستوى هزيل، حيث الكثير من الارتجال والاستسهال لشروط ومقومات الترشح ما دفع بالكثير من المتابعين إلى توقع صعود نواب غير أكفاء، شعارهم الوحيد الشعبوية.

من جهتها، اعتبرت صحيفة (الصباح) أن المشكل، اليوم، ليس في الأفراد الذين تقدموا للانتخابات ورشحوا أنفسهم لتمثيل الشعب، بل المشكل أعمق من هذا بكثير ويتمثل في غياب وانعدام الثقافة السياسية وثقافة القيادة لدى أغلبية هذا الشعب وتراجع أصحاب الكفاءة والرؤى الاصلاحية السليمة إلى الوراء ليفسحوا المجال لفشلة اعتقدوا في أنفسهم القدرة على التسلق والوصول ليحتلوا مراكز هامة في الدولة، والنتيجة هي ما تشهده بلادنا اليوم من تدهور كبير في مختلف الميادين جراء مجموعة عاجزة تقدمت ما بعد الثورة، عام 2011، لتمسك بالبلاد وتقودها إلى الهاوية، ولا هم لها سوى تنفيذ أجندات شخصية وحزبية وحتى إقليمية.

وخلصت إلى القول: لن نأمل في مجلس نيابي قادم، بدأت ملامحه تبرز، مثلما لم يكن لدينا أي أمل في المجالس التي سبقته. 

من جانبها، تطرقت صحيفة (المغرب) إلى احتفال تونس كسائر بلدان العالم باليوم العالمي لحقوق الانسان، وتساءلت: في ظل الشعارات التي رفعت منذ الثورة ما الذي حققناه في مجال حقوق الانسان؟

وقالت: بالرغم من الترسانة القانونية الموجودة اليوم والمتعلقة بحقوق الانسان، إلا أن تطبيقها على أرض الواقع كشف العديد من ثغرات التباين في ما بينها، أما فيما يتعلق بمدى تطابقها مع الأرقام والاحصائيات التي كشفتها تقارير منظمات حقوقية وهيئات وطنية، حول العنف والجرائم المرتكبة في حق المرأة والطفل من استغلال اقتصادي وتشغيل قسري وعنف يؤدي أحيانا إلى الموت، فان المسألة تصبح خطيرة ولا بد من مراجعة منظومة حقوق الانسان ككل.

أما صحيفة (الشروق) فعلقت على انعقاد القمة العربية-الصينية يوم الجمعة في الرياض بالسعودية، وقالت إن حضور عدد كبير من قادة الدول العربية شكل رسالة واضحة المعاني حول التماهي العربي مع الرؤية الصينية في أهمية وضرورة بناء العلاقات الدولية على أسس جديدة ثابتة تقوم على الاحترام والتعاون ورفض الاملاءات والسير نحو بناء مجتمعات لا تكون الحروب واستعمال القوة والتدمير الآليات التي تفرض الأمر الواقع على العالم، بل تكون صناعة الخير والنماء والتعاون لخدمة الانسانية جمعاء.

واعتبرت الصحيفة أن خيار طريق الحرير يكون بوابة لتجاوز طريق السياسات الغربية وتدخلاتها الفجة التي أرادت أن  تحول دول المنطقة إلى ساحات دمار وحرب لتحقيق مشاريعها المجنونة على حساب كرامة الشعوب.

-0- بانا/ي ي/ع د/11 ديسمبر 2022