الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

تنوع اهتمام الصحف التونسية بين متابعة قضايا الشأن الداخلي وتطورات الأحداث إقليميا ودوليا

تونس العاصمة-تونس(بانا)- جتنوعت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع، سواء فيما يتعلق بالشأن المحلي أو تطورات الأحداث إقليميا ودوليا.

وولخصت صحيفة (نواة) المشهد السياسي الذي تعيشه تونس حاليا بالقول: 7 تمخض 25 يوليو (تاريخ الإجراءات الإستثنائية التي اتخذها الرئيس التونسي) بلحظته التاريخية فأنجب ثلاثة خيارات عميقة: الأول يقوده الرئيس قيس سعيد ومريدوه، والثاني مبادرة"مواطنون ضد الانقلاب" بنهضتها وبرلمانها، والثالث تبلور في خيمة المركزية النقابية لتجمع معارضي الخيارين الأول والثاني.

وفي ذات السياق، وصف زياد كريشان، بجريدة (المغرب) منظومة الحكم الجديدة بأنها غريبة الأطوار، تحلم بالحلول الجديدة غير التقليدية فإذا بها  تتحول إلى منظومة مغلقة ومنغلقة، وأصبح واضحا لدى الجميع أن لرئيس الدولة أولوية واحدة هي قلب كل معطيات الحكم بفضل النظام القاعدي، وهذا التصور الجديد للحكم أفرز حكومة لا تحكم ولا تتكلم، حكومة يقتصر دورها على التنفيذ فقط.

وانتقدت الصحف التونسية السياسة الإتصالية لكل من رئيس الجمهورية ورئيسة الحكومة في تعاملهما السلبي مع الصحافة العمومية والخاصة، وقالت جريدة (الصحافة): أصبحنا اليوم أمام شكل آخر من الدكتاتورية المسلطة على القطاع الإعلامي حيث يتم تغييبه  عن كل الأنشطة الرئاسية وحتى في اللقاءات الكبرى ذات البعد الدولي في سابقة أولى وتاريخية تؤكد المنحى الإقصائي للرئيس قيس سعيد للصحفيين.

ولاحظت جريدة (لا براس) La Presse، من جهتها، أن رئيسة الحكومة منذ توليها منصبها ظلت تهرب من وسائل الإعلام " مثل الشيطان الذي يهرب من الماء المقدس"، وهذه حالة لم تمرّ بها البلاد حتى مع أشد المعارضين لحرية الصحافة.

وفي تقييمها اللأوضاعَ العامة بالبلاد، خلصت مقالات عديدة  إلى استنتاج  مفاده أن الأرقام والمؤشرات والتصنيفات السلبية باتت المربع الأبرز الذي تتحرك بداخله تونس خلال العشرية الأخيرة، حيث لم يعد  الحديث عن البطالة والفقر، حديث المجالس الضيقة وإنما صار الأمر عنوانا رئيسيا بالبنط العريض لحقبة كاملة تكالب فيها البعض على المكاسب والغنائم والكراسي حتى امتلأت بطونهم وخوت عقولهم فعادت سياساتهم بالوبال والوباء على البلاد والعباد.

وتطرقت جريدة (الصحافة) بدورها إلى الفساد المستشري في كثير من المؤسساتـ وقالت إنه يكبّد تونس حوالي 8.4 مليارات دينار تونسي سنويا حسب أرقام نشرتها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، واحتلت بذلك المرتبة الثامنة في إفريقيا والسابعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مخاطر الفساد.

وفي ذات السياق، جاء في صحيفة (الحرية): يبدو أن قرارات رئيس الجمهورية لم يكن لها جدوى أمام تغول إمبراطورية الفساد وتغلغلها على عديد القطاعات والمجالات وتمكنها من السيطرة على مراكز النفوذ والسلطة، كما يبدو أن بعض رجال الأعمال الفاسدين تحركوا في جنح الظلام قصد إرباك السوق الداخلية بالإحتكار والمضاربة والسوق السوداء.

وفي متابعتها تطورات الأحداث إقليميا، وبخاصة في ليبيا، وتحت عنوات:" ليبيـا أمـــام مفتـــرق الطـــرق"    قالت جريدة (الشروق): من جديد، تعود الأزمة الليبية إلى مزاد الدول الكبرى التي عادت للضغط من أجل تحديد موعد جديد للانتخابات الرئاسية التي كان مبرمجا لها أن تجرى يوم 24 ديسمبر الماضي، قبل أن يجهضها صراع وتناحر "الإخوة الأعداء".

وأكدت أنه في حالتي الحرب والسلم لا تتحرك الدول الغربية بدوافع انسانية ولا من باب تحمل المسؤولية ومساعدة الليبيين لوجه الله.

ووسط هذا المشهد الغائم والملغوم ،تضيف الجريدة، تظهر الجامعة العربية وفيّة لتخبطها ولضعفها..  وأصبحت كل الأوراق مكشوفة أمام الليبيين.. كما أصبحت طرق الخلاص واضحة أمامهم وما عليهم إلا الارتقاء إلى مستوى اللحظة التاريخية لإنقاذ ليبيا الوطن والشعب قبل أن تنقضّ عليها وحوش الغابة وتحولها أشلاء لا قدر الله.

وبخصوص الأوضاع المتحركة بمنطقة الساحل والصحراء، قالت صحيفة (الشارع المغاربي): إن ارتدادات الإنسحاب الأوروبي من الأزواد شمالي مالي وانسحاب القوات التي تقودها فرنسا إلى بوركينا فاسو بعد انهيار عملية "برخان"، وانكشاف الضعف الهيكلي استراتيجيا وقتاليا لمجموعة "ج5- ساحل" ستكون حتما في صالح الفصائل الإرهابية والحركات الإنفصالية وشبكات الجريمة العابرة للحدود.

وعلقت جريدة (الشروق)، من جهتها، على تصاعد حدة التوتّر في الفترة الأخيرة بين روسيا من جهة، والدول الغربية وحلف الناتو من جهة أخرى بسبب تعقيدات الملف الأوكراني، مشيرة إلى أن الذهاب إلى أية مواجهة عسكرية هو بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على الأمن والسلم الدوليين.

وتساءلت: هل تتغلب لغة العقل في تعاطي هذه القوى الدولية مع الملفات الدولية والإقليمية مهما بلغت تعقيداتها، أم أن رغبة حيتان العالم وتعطشها إلى تدمير العالم لإعادة إعماره بما يعنيه ذلك من جني لأرباح وثروات طائلة سوف تتغلب على منطق التفاوض والحلول السلمية لكل الملفات مهما كانت تعقيداتها؟

 

-0- بانا/ي ي/ع د/26 ديسمبر 2021