تواصل المجازر في غزة يستأثر باهتمام الصحف التونسية
تونس العاصمة-تونس(بانا)- للأسبوع الرابع على التوالي ركزت الصحف التونسية جل اهتمامها على تواصل المجازر بحق الشعب الفلسطيني في ظل غياب مواقف قوية لوضع حد لهذا العدوان.
وتحدثت جريدة (الشروق) عن المواقف الرسمية العربية الهزيلة، قائلة إنها لا تزال تدور في فلك الادارة الأمريكية وما تخطه لها من سياسات ومن مربعات لا تتحرك خارجها برغم ما يشهده العالم من تطورات ومظاهرات صاخبة ضد القصف العنيف والمدمر على كل المرافق في قطاع غزة.
وأدانت جريدة (المغرب) انحياز الدول الغربية بحكوماتها ونخبها السياسية والاعلامية وصمتها عن الانتهاكات الإسرائيلية ومحاولة التعتيم على جرائم الحرب الحالية، وأكدت أن كل ذلك يفقد هذه الحكومات والنخب الأسس الأخلاقية التي بنت عليها سردياتها، وهنا تصدق مقولة "فانون Frantz Fanon" إن الاستعمار ليس جسما يفكر وإنما هو عنف هائج.
وخلصت إلى القول: إلى أن يستعيد القانون الدولي مكانته وبُعده الأخلاقي وتسترجع وسائل الاعلام الغربية أخلاقياتها المهنية التي تستوجب الأمانة الفكرية والتثبت من الوقائع قبل نقلها، والالتزام بالحيادية والموضوعية، وتتخلص الدول الغربية من عقدة الذنب التاريخية ولا تنخرط في إعادة سيناريو هولوكوست جديد بأكثر فظاعه مع الفلسطينيين، هناك مشوار نضالي طويل محفوف بتضحيات كبيرة ستسلكه الشعوب الضعيفة والمستعمَرة، إذ لا خيار ما دام الأمر يستحق التضحية.
من جهتها، قالت صحيفة (الصباح): لا نعرف كيف ستدرس الحرب الراهنة بين الكيان الإسرائيلي مدعوما بالقوى الكبرى التي تواصل تعزيزاتها شرق المتوسط وبين حركة حماس أحد فصائل المقاومة ضد آخر احتلال في عالم اليوم.
وأضافت الصحيفة: هذا الجيل الذي عاش محرقة غزة وشاهد عائلات بأكملها تباد عن بكرة أبيها ورأى بعينيه أهله يقتلون ويقصفون أحياء ويحاصرون في المساجد والكنائس ويحرم الأحياء فيه من الماء والدواء فيما يحرم الأموات حتى من الكفن والدفن، لن ينسى، وسيأتي جيل قد يتفوق على حماس، جيل لا يمكن لا لناتنياهو ولا لبايدن ولا لبلينكن أو ماكرون التنبؤ بما يمكنه القيام به.
وعلقت صحيفة (لو طون) Le Temps الناطقة بالفرنسية على المناقشات الدائرة بمجلس النواب التونسي بشأن تجريم التطبيع مع "إسرائيل"، مشيرة إلى الجدل الدائر في بعض البرامج الإعلامية وفي المجالات السياسية بشأن تداعيات قرار التجريم بينما الوصفة الابتزازية القديمة جاهزة وهي "معاداة السامية"، وقالت: المثير للسخرية للغاية، أن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ووكالات التصنيف سوف تتاجر عندئذ بأسلحتها العقابية ضد تونس.
وتطرقت صحيفة (الحرية) إلى تهريب خمسة إرهابيين من السجن مؤخرا متهمين بتنفيذ أعمال إرهابية من بينها اغتيال كل من المناضلين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وقالت: من المرتقب أن يعلن الرئيس قيس سعيد عن جملة من القرارات التي ستعجل بإنهاء منظومة الفساد صلب وزارة الداخلية والإدارة العامة للسجون ووزارة العدل، وإيقافات بالجملة لكل من تورط في حادثة تهريب الإرهابيين من قريب أو من بعيد.
من جهتها، أكدت جريدة (الصحافة) أن الادارة تحتاج بالفعل إلى تثوير من الداخل وإلى ضرب لمراكز النفوذ التي أصبحت تعطل سير الدولة، وإلى تغيير كثير من الوجوه والعقليات التي تكلست، ولا بد للدولة بجهازها التنفيذي أن تتحلى بشجاعة الاقالة والاحالة على المعاش والرفت والعزل ما دام ذلك في إطار القانون.
-0- بانا/ي ي/ع د/ 05 نوفمبر 2023