وكالة أنباء عموم أفريقيا

تصاعد العنف المنزلي والزواج القسري في السودان، حسب دراسة أممية

الخرطوم-السوذان(بانا)- خلصت دارسة أجريت بدعم من الأمم المتحدة إلى أن تدهور الظروف الاقتصادية منذ 2020 وجائحة كورونا (كوفيد-19) أديا إلى زيادة العنف المنزلي والزواج القسري في السودان.

ولاحظ بيان للأمم المتحدة أن الدراسة التي صدرت هذا الأسبوع تعد أول تقييم نوعي على مستوى البلاد للعنف القائم على النوع الاجتماعي يتم إجراؤه في السودان على الإطلاق.

وتشكل معالجة هذه القضية أولوية حاسمة، وفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان والوحدة الحكومية لمكافحة العنف اللذين اشتركا في إعداد التقرير.

ونوهت الدراسة إلى أن "سياق الانفتاح الحالي المتزايد من جانب حكومة السودان، ودينامية المجتمع المدني، يفتحان فرصا لتحقيق مكاسب كبيرة في مجال تعزيز سلامة المرأة وحقوقها".

ويهدف التقرير إلى استكمال المنهجيات الحالية لجمع البيانات وتحليلها، من خلال ضمان فهم آراء وخبرات وأولويات النساء والفتيات ومعالجتها.

وخلص الباحثون إلى أن أكثر قضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي شيوعا مرتبطة بالعنف المنزلي والجنسي. 

وأوضح التقرير أن المشاكل الرئيسية تشمل "العنف الجسدي في المنزل من قبل الأزواج تجاه الزوجات، ومن قبل الإخوة ضد الأخوات، بالإضافة إلى القيود المفروضة على حركة النساء والفتيات".

ويعد العنف الجنسي مصدر قلق آخر، خاصة ضد النساء العاملات في وظائف غير رسمية، واللاجئات والمشردات عند الانتقال خارج المخيمات، وضد النساء من ذوي الإعاقة خاصة العقلية، والأطفال في مدارس تعليم القرآن.

ويضاف إلى ذلك الزواج القسري، حيث يتم ترتيب معظم الزيجات مع أفراد من نفس القبيلة أو الأقارب دون موافقة الفتاة أو علمها. 

من جهة أخرى، يظل تشويه الأعضاء التناسلية للإناث منتشرا على نطاق واسع، مع وجود اختلافات كبيرة على أساس الانتماء الجغرافي والقبلي.

ورغم إدراكه لعدم شرعية هذه الممارسات وضررها، إلا أن "المجتمع المحلي لا ينظر إلى زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث على أنهما مصدري قلق كبيرين".

وتشير الدراسة إلى أن استفادة النساء من الموارد مقيدة بشدة، إذ "يتحكم الرجال في الموارد المالية. وتتاح الفرص أكثر للفتيان، لا سيما في التعليم. كما ينتشر بشكل واسع الضغط اللفظي والنفسي من أجل الامتثال للمعايير والأدوار الجنسانية القائمة، ما يؤدي في بعض الحالات إلى الانتحار".

وأضاف التقرير أن تدهور الوضع الاقتصادي منذ 2020 و"كوفيد-19" تسببا في زيادة العنف، وخاصة العنف الأسري والزواج القسري، مشيرا إلى الإبلاغ عن حدوث مضايقات في طوابير الإمدادات الأساسية مثل الخبز والوقود.

ويواصل السودان المضي على درب الديمقراطية منذ الإطاحة، سنة 2019 ، بالرئيس عمر البشير الذي حكم البلاد على مدى 30 عاما.

ولاحظ التقرير أن الحديث بشكل صريح عن التشويهات الجنسية "لم يكن ممكنا خلال العقود الثلاثة الماضية".

وتابع معدو الدراسة أن "البيانات المتعلقة بالتشويهات الجنسية شحيحة جدا، لعدم إجراء أي تقييم على مستوى البلاد خلال السنوات الـ30 الأخيرة، ونقص المعلومات من حيث الكم والنوع بصفة عامة".

وأجريت الدراسة بين أغسطس ونوفمبر 2020 ، وشملت 60 تجمعا سكانيا محليا ومخيما، قبل تمحيص المعلومات من خلال برمجية للتحليل الكمي.

-0- بانا/م أ/ع ه/ 21 يوليو 2021