PANAPRESS
وكالة أنباء عموم أفريقيا
الفوضى في المنطقة وتفشي الإرهاب محور اهتمامات الصحف التونسية
تونس العاصمة - تونس (بانا) -لاتزال تداعيات حالة الفوضى والإرهاب في المنطقة العربية تلقي بظلالها على تونس وبخاصة ما يجري في ليبيا من انفلات أمني انعكس في بعض جوانبه في تدفق مئات الآلاف من الليبيين والأجانب على تونس هربا من أتون الإشتباكات المسلحة بين الميليشيات المتصارعة.
وتصف صحيفة" لو طون" Le Temps صيف المنطقة العربية بالساخن جدا هذا العام بفعل تنامي المخاطر الإرهابية وتفشي ظاهرة الإرهاب باسم الدين، وتعتبر ما يجري في العراق وسوريا أمرا مرعبا قد تنتقل عدواه إلى بلدان أخرى عديدة وفي مقدمتها البلدان المغاربية وخاصة تونس الأكثر هشاشة.
لذلك تؤكد صحيفة" الصباح الأسبوعي" أن بلدا بمفرده ليس في مقدوره القضاء على الإرهاب حتى داخل حدوده، وهو ما يحتم تحركا إقليميا ودوليا فاعلا وتعاونا وثيقا، إذ أن الجبهة تمتد من سوريا إلى أقصى حدود مالي والمهمة صعبة ولكن ليست مستحيلة.
نفس الخلاصة أوردتها صحيفة"لا براس" La Presse بالتأكيد على أن المخاطر الإرهابية التي تتربص بالمنطقة تدفع بأصحاب الحكمة إلى ضرورة الإسراع في تفعيل مؤسسات اتحاد المغرب العربي والبدء ضمن الأولويات الملحّة بوضع أسس التعاون الأمني الفعال لإجهاض المخططات الظلامية وإفشالها.
وفي تقييمها للحصاد المر لما يسمى الربيع العربي تعتقد صحيفة" الصحافة" أن الشعوب المغلوبة على أمرها أيدت إسقاط الأنظمة القائمة ولم تنتبه كثيرا لمن سيجني النتائج بعد ذلك، وتقول إن الغرب قد استفاد أيما استفادة من ثورات الربيع العربي المشكوك في أمرها منذ البداية، إذ أرجع لنا هذا الغرب البضاعة التي طالما احتفظ بها على أراضيه وسمنها ، وبسرعة وجدنا أنفسنا في قاع البرميل، فإذا بنا عوض أن ننهض ونستقر ونأمن ونقيم العدالة والحرية وندخل في مرحلة بناء فعلية، دخلنا في متاهات الإرهاب والمجموعات الإرهابية وبات حمل السلاح بمثابة النزهة بالنسبة للكثير من أصحاب التفكير الأعوج.
لذلك يبدو أن الدوائر الغربية قد نجحت - ولو إلى حين - في تمرير مشاريعها في المنطقة مستغلة شعارات الحرية وحقوق الإنسان حيث تشير صحيفة" الصريح" إلى أنها أكثر القيم والمبادئ عرضة للتوظيف السياسي والإختراقات المشبوهة.
وتخلص الصحيفة إلى التأكيد أن " الفوضى الخلاقة" التي ابتدعها الإنجيليون العنصريون وحلفاؤهم الصهاينة وطبقوها في المنطقة العربية تجلى نجاحها الأكبر في تثبيت مرتكزات منظومة داخلية تتاجر بالقيم الإنسانية وتوظفها في الإتجاه الذي يعصف بمصالح شعوب المنطقة، ومن الشواهد على ذلك تدمير العراق والفوضي والإقتتال في سوريا واليمن ، ومايحدث في ليبيا من تغول ميليشيات الموت وانتشار قواعد الإرهاب التي أصبح يعاني من ويلاتها الشعب الليبي الذي تقول صحيفة" الصحوة": إن هذا الشعب الطيب قد تعرض لخديعة كبرى وعملية تضليل محسوبة بعناية من الغرب والعرب معا، وبات يواجه الموت والرعب على عكس كل الوعود المضللة التي أعطيت له بمستقبل أفضل.
وتعتقد الصحيفة أن أعراض الصوملة حاضرة بقوة داخل الساحة الليبية، وبرغم ذلك لايبدو الغرب جادا في إيجاد حل لأزمة كان هو السبب الرئيسي في افتعالها قبل ثلاث سنوات، ويبدو أنه ينتظر تفاقم الصراع بين الميليشيات المتهافتة على السلطة ليتدخل ويفرض شروطه وبالتالي مصالحه بأقل الخسائر.
وتحدثت صحيفة " الشروق" عن نفوذ المال السياسي في بلدان مثل تونس، والموكل إليه تنظيم الحياة السياسية وتأمين الديمقراطية وإجراء الإنتخابات التشريعية والرئاسية حتى وإن كان هذا المال وافدا على تونس، خارج القنوات الرسمية.
وتأسيسا على ذلك ترى الصحيفة أن تونس تردت في دوامة حقيقية، ولا يهمّ إن تصوملت البلاد أو اكتوت بنار الإرهاب، فقد يكون هذا الأمر مطلوبا أصلا، من أجل أن يغرق من يفوز بالإنتخابات في أتون التخلّف والترميم.
وبالنتيجة تقرّ صحيفة" الصحافة" بأن تونس بالفعل أمام سوق انتخابية لا مكان فيها للقيم، وهذه السوق نفسها هي التي ستتأصل برلمانيا، وستحكم شعبا بائسا، أي ستكون صلاحية التشريع فرصة لوضع قوانين "واضحة" تحمي البورجوازية من البروليتاريا!
وفي سوق المزايدات الإنتخابية تنشط الأحزاب المتنافسة مستغلة أي حدث محلي أو إقليمي. وفي متابعتها للإحتفال مؤخرا بعيد المرأة في تونس، تلاحظ صحيفة" حقائق" تغييبا متعمدا وعدم إتيان على اسم" بورقيبة" متسائلة عن الدوافع وراء ذلك وهو الرجل الذي صنع اليوم الذي هم فيه يحتفلون؟ّ
وفي إجابتها تقول الصحيفة:لهذا التغييب المتعمد أسباب عدة: ساكن قرطاج الحقوقي منشغل بتحقيق مجده الشخصي ومسكون بجنون العظمة ولا يتصور أن هناك زعيما في تونس وفي البلاد العربية غيره حاضرا ومستقبلا!
وساكن القصبة (رئيس الحكومة) هذا الفتى المبتدئ في السياسة والذي جيء به على حين غرة، مازال يرمم صورته الإعلامية ولا يريد أن يغضب مريديه ومن أبرزهم رئيس حركة النهضة"راشد الغنوشي" الذي جعل من عيد المرأة فرصة للتأكيد على تحصين فرج المرأة المسلمة وتزويج المطلقات والعوانس وشد حجاب الرأس!
وإذا كان لساكني القصرين( قصر قرطاج وقصر الحكومة) حسابات شخصية وتوافقية في تغييبهم لبورقيبة فإن للشيخ "الغنوشي"عقدا عقائدية ربما لن يبرأ منها إلى يوم يبعثون.
-0- بانا/ي ي/ع د/ 17 أغسطس 2014
وتصف صحيفة" لو طون" Le Temps صيف المنطقة العربية بالساخن جدا هذا العام بفعل تنامي المخاطر الإرهابية وتفشي ظاهرة الإرهاب باسم الدين، وتعتبر ما يجري في العراق وسوريا أمرا مرعبا قد تنتقل عدواه إلى بلدان أخرى عديدة وفي مقدمتها البلدان المغاربية وخاصة تونس الأكثر هشاشة.
لذلك تؤكد صحيفة" الصباح الأسبوعي" أن بلدا بمفرده ليس في مقدوره القضاء على الإرهاب حتى داخل حدوده، وهو ما يحتم تحركا إقليميا ودوليا فاعلا وتعاونا وثيقا، إذ أن الجبهة تمتد من سوريا إلى أقصى حدود مالي والمهمة صعبة ولكن ليست مستحيلة.
نفس الخلاصة أوردتها صحيفة"لا براس" La Presse بالتأكيد على أن المخاطر الإرهابية التي تتربص بالمنطقة تدفع بأصحاب الحكمة إلى ضرورة الإسراع في تفعيل مؤسسات اتحاد المغرب العربي والبدء ضمن الأولويات الملحّة بوضع أسس التعاون الأمني الفعال لإجهاض المخططات الظلامية وإفشالها.
وفي تقييمها للحصاد المر لما يسمى الربيع العربي تعتقد صحيفة" الصحافة" أن الشعوب المغلوبة على أمرها أيدت إسقاط الأنظمة القائمة ولم تنتبه كثيرا لمن سيجني النتائج بعد ذلك، وتقول إن الغرب قد استفاد أيما استفادة من ثورات الربيع العربي المشكوك في أمرها منذ البداية، إذ أرجع لنا هذا الغرب البضاعة التي طالما احتفظ بها على أراضيه وسمنها ، وبسرعة وجدنا أنفسنا في قاع البرميل، فإذا بنا عوض أن ننهض ونستقر ونأمن ونقيم العدالة والحرية وندخل في مرحلة بناء فعلية، دخلنا في متاهات الإرهاب والمجموعات الإرهابية وبات حمل السلاح بمثابة النزهة بالنسبة للكثير من أصحاب التفكير الأعوج.
لذلك يبدو أن الدوائر الغربية قد نجحت - ولو إلى حين - في تمرير مشاريعها في المنطقة مستغلة شعارات الحرية وحقوق الإنسان حيث تشير صحيفة" الصريح" إلى أنها أكثر القيم والمبادئ عرضة للتوظيف السياسي والإختراقات المشبوهة.
وتخلص الصحيفة إلى التأكيد أن " الفوضى الخلاقة" التي ابتدعها الإنجيليون العنصريون وحلفاؤهم الصهاينة وطبقوها في المنطقة العربية تجلى نجاحها الأكبر في تثبيت مرتكزات منظومة داخلية تتاجر بالقيم الإنسانية وتوظفها في الإتجاه الذي يعصف بمصالح شعوب المنطقة، ومن الشواهد على ذلك تدمير العراق والفوضي والإقتتال في سوريا واليمن ، ومايحدث في ليبيا من تغول ميليشيات الموت وانتشار قواعد الإرهاب التي أصبح يعاني من ويلاتها الشعب الليبي الذي تقول صحيفة" الصحوة": إن هذا الشعب الطيب قد تعرض لخديعة كبرى وعملية تضليل محسوبة بعناية من الغرب والعرب معا، وبات يواجه الموت والرعب على عكس كل الوعود المضللة التي أعطيت له بمستقبل أفضل.
وتعتقد الصحيفة أن أعراض الصوملة حاضرة بقوة داخل الساحة الليبية، وبرغم ذلك لايبدو الغرب جادا في إيجاد حل لأزمة كان هو السبب الرئيسي في افتعالها قبل ثلاث سنوات، ويبدو أنه ينتظر تفاقم الصراع بين الميليشيات المتهافتة على السلطة ليتدخل ويفرض شروطه وبالتالي مصالحه بأقل الخسائر.
وتحدثت صحيفة " الشروق" عن نفوذ المال السياسي في بلدان مثل تونس، والموكل إليه تنظيم الحياة السياسية وتأمين الديمقراطية وإجراء الإنتخابات التشريعية والرئاسية حتى وإن كان هذا المال وافدا على تونس، خارج القنوات الرسمية.
وتأسيسا على ذلك ترى الصحيفة أن تونس تردت في دوامة حقيقية، ولا يهمّ إن تصوملت البلاد أو اكتوت بنار الإرهاب، فقد يكون هذا الأمر مطلوبا أصلا، من أجل أن يغرق من يفوز بالإنتخابات في أتون التخلّف والترميم.
وبالنتيجة تقرّ صحيفة" الصحافة" بأن تونس بالفعل أمام سوق انتخابية لا مكان فيها للقيم، وهذه السوق نفسها هي التي ستتأصل برلمانيا، وستحكم شعبا بائسا، أي ستكون صلاحية التشريع فرصة لوضع قوانين "واضحة" تحمي البورجوازية من البروليتاريا!
وفي سوق المزايدات الإنتخابية تنشط الأحزاب المتنافسة مستغلة أي حدث محلي أو إقليمي. وفي متابعتها للإحتفال مؤخرا بعيد المرأة في تونس، تلاحظ صحيفة" حقائق" تغييبا متعمدا وعدم إتيان على اسم" بورقيبة" متسائلة عن الدوافع وراء ذلك وهو الرجل الذي صنع اليوم الذي هم فيه يحتفلون؟ّ
وفي إجابتها تقول الصحيفة:لهذا التغييب المتعمد أسباب عدة: ساكن قرطاج الحقوقي منشغل بتحقيق مجده الشخصي ومسكون بجنون العظمة ولا يتصور أن هناك زعيما في تونس وفي البلاد العربية غيره حاضرا ومستقبلا!
وساكن القصبة (رئيس الحكومة) هذا الفتى المبتدئ في السياسة والذي جيء به على حين غرة، مازال يرمم صورته الإعلامية ولا يريد أن يغضب مريديه ومن أبرزهم رئيس حركة النهضة"راشد الغنوشي" الذي جعل من عيد المرأة فرصة للتأكيد على تحصين فرج المرأة المسلمة وتزويج المطلقات والعوانس وشد حجاب الرأس!
وإذا كان لساكني القصرين( قصر قرطاج وقصر الحكومة) حسابات شخصية وتوافقية في تغييبهم لبورقيبة فإن للشيخ "الغنوشي"عقدا عقائدية ربما لن يبرأ منها إلى يوم يبعثون.
-0- بانا/ي ي/ع د/ 17 أغسطس 2014