مؤسسة حقوقية ليبية تدعو الحكومة للاستجابة للمتضررين في الكفرة بالتحرك على الأرض وليس بالمتابعة عن بعد
طرابلس-ليبيا (بانا) - حثت مؤسسة حقوقية ليبية الجهات الحكومية على ضرورة تسريع الخطوات والجهود واتخاذ الاجراءات الفعالة للتدخل وتقديم المساعدة العاجلة للمتضررين جراء الفيضانات والسيول التي ضربت مدينة الكفرة وتوفير الحماية والرعاية العاجلة للسُكان، وتوجيه جميع الوزارات والهيئات المختصة لتسخير الإمكانيات والتجهيزات اللازمة لتجاوز هذه الكارثة، والعمل على توفير كامل الاحتياجات الغذائية والطبية للمواطنين، بهدف التخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية التي يعيشها السكان هناك، والعمل على حصر الأضرار الناتجة عن هذه السيول التي غمرت مدينة الكفرة.
وقالت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، في بيان أصدرته اليوم الإثنين، إنّه "يتعين أن يتلقى المواطنون الليبيون، سُكان المناطق المهمشة بالجنوب الليبي، خدمات الطوارئ على أرض الواقع بما يُعزز من شُعورهم بمواطنتهم، وعدم الاكتفاء بالمتابعة عن بُعد من مكاتب الحكومة بطرابلس، وهو أمر لا يُعبر عن الشُعور بالمسؤولية القانونية والوطنية والإنسانية للحكومة تجاه مواطنيها"، محملة حكومة الوحدة الوطنية، المسؤولية حيال إهمالها لبعض المدن الليبية وعدم الاكتراث للبنية التحتية وخاصةً مدن الجنوب الليبي.
وكانت حكومة الوحدة الوطنية والحكومة الليبية أعلنتا تسخير الإمكانيات اللازمة لمواجهة السيول الناجمة عن هطول أمطار غزيرة في مدينة الكفرة جنوب شرق البلاد، ما أثار مخاوف، وسط السكان، من تكرار كارثة فيضانات درنة العام الماضي.
وقال عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبر منصة أكس: "وجهتُ جميع الوزارات والهيئات المختصة برفع درجة الاستعداد القصوى وتسخير الإمكانيات والتجهيزات اللازمة للانتقال بها إلى الكفرة لمساعدة المواطنين جراء الأمطار العاصفة التي تسببت في السيول والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة".
من جهته، قال رئيس الحكومة الليبية، أسامة حماد، في تدوينة أخرى"نتابع بحرص شديد مع الجهات المحلية والغرفة الأمنية المشتركة بين وزارة الداخلية وقيادة الجيش مستجدات أوضاع المواطنين والمقيمين والنازحين (من السودان) في الكفرة، والأضرار الناتجة عن تقلبات أحوال الطقس وهطول كميات كبيرة من الأمطار".
غير أن المؤسسة طالبت حكومة الوحدة الوطنية بسُّرعة التحرك والاستجابة العاجلة لمواجهة هذه الظروف المناخية آلتي قد تعرض سلامة سكان مدينتي الكفرة وتازربو للخطر، وتهدد بتعرض منازلهم للانجرافات المائية، وشدد على أهمية قيام الحكومة بواجباتها ومسؤولياتها القانونية والوطنية المناطة بها تجاه المواطنين في المناطق المتضررة بتوفير كافة التجهيزات الضرورية للتعامل مع الكوارث الطبيعية لضمان سلامة السكان، والحيلولة دون وقوع أي ضحايا أو أضرار مادية للممتلكات العامة والخاصة، قدر الإمكان.
وناشد البيان مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات والجمعيات الإنسانية والخيرية بتكثيف جُهودها في هذه الظروف الاستثنائية الصعبة لدعم المتضررين، وتقديم يد العون لهم في هذه المحنة الإنسانية التي يمرون بها.
وكان المتحدث باسم المجلس البلدي الكفرة، عبد الله سليمان، قال في تصريحات صحفية سابقة، إن الأمطار، التي أكد أنها كانت الأغزر منذ 70 عاما، أغرقت أجزاء كثيرة من المدينة.
وأضاف سليمان، أن السيول تسببت في جريان أودية جبلية نحو المدينة، مثل وادي جبل العوينات، الذي يقع على بعد 350 كيلومتر جنوب مدينة الكفرة، وألحقت أضرارا بشبكة الكهرباء العامة، مشيرا إلى أن جهاز الإسعاف تمكن من إجلاء الحالات المرضية من مستشفى الشهيد عطية الكاسح إلى مستشفى شهداء الهواري القروي، بعد خروج الأول عن الخدمة بعد أن غمرته السيول.
وتعاني ليبيا من انقسام سياسي متواصل، حيث تتنافس حكومتان على السلطة، الأولى حكومة الوحدة المعترف بها أمميا برئاسة عبد الحميد الدبيبة في غرب البلاد ومقرها طرابلس، والثانية حكومة أسامة حماد التي كلفها مجلس النواب الليبي ومقرها مدينة بنغازي وتدير شرق البلاد بالكامل ومدنا بالجنوب.
-0- بانا/ ع د/12 أغسطس 2024