روزماري ديكارلو تصف الانقسامات والتدخلات الأجنبية بالعوامل المزعزعة للاستقرار في ليبيا
طرابلس-ليبيا(بانا)- حذرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وتعزيز السلام، روزماري ديكارلو، من أن الانقسامات العميقة في ليبيا وسوء الإدارة الاقتصادية وتنافس المصالح الوطنية والدولية تقوض إمكانية ظهور مجتمع مدني ديمقراطي مزدهر وتزعزع استقرار هذا البلد الواقع في شمال إفريقيا.
وفي إحاطة حول الوضع في ليبيا، أمس الأربعاء في نيويورك، أمام مجلس الأمن الدولي، قبل يوم من تسلم الغانية هانا سيروا تيتيه، مهامها بصفتها الممثلة الخاصة الجديدة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة البعثة الأممية في ليبيا، تحدثت ديكارلو عن الإجراءات التي اتخذتها قيادة البعثة الأممية بالوكالة، والتي تعلقت بتشكيل لجنة استشارية مكلفة بصياغة توصيات لحل المسائل المرتبطة بالقوانين الانتخابية، التي تحول حتى الآن، دون تنظيم انتخابات وطنية.
وشددت ديكارلو على أن تلك اللجنة “لا تتخذ القرارات بقدر ما تقدم حلولا وتوصيات” بشأن القضايا الخلافية العالقة التي تحول دون تنظيم انتخابات وطنية في ليبيا، حسب بيان صادر عن الأمم المتحدة.
ووفق نفس المصدر، رحبت المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى “بهذه الخطوة الإيجابية”. كما رحبت البعثة الأمريكية بتحديث مجلس الأمن لمعايير تعيين الأفراد والكيانات الذين يزعزعون الاستقرار في ليبيا عبر الاستغلال والتصدير غير المشروعين للنفط، وهو فساد يتسبب في تحويل ثروات هائلة من البلاد إلى خارجها.
من جانبها، انتقدت روسيا بشدة تشكيل “اللجنة الاستشارية” المزعومة مشيرة إلى أن التجارب السابقة من هذا النوع لم تتكلل بالنجاح “لغياب الشمولية الكافية”.
واعتبرت البعثة الروسية أن الهيكل الجديد الذي تقتصر مهامه على “الجانب الفني” يجب أن يتوافق عليه الفاعلون الليبيون أولا قبل أن تحال نتائج مداولاته إلى أعضاء مجلس الأمن.
وحذر المندوب الروسي، من أنه في حال عدم حدوث ذلك، “سنواجه مجددا محاولة لفرض أمر على الليبيين لا يقبلون به”.
أما المندوب الروسي لدى مجلس الأمن، الطاهر السني، فقد أعرب عن أمله في أن تجيب البعثة الأممية عاجلا عن التساؤلات التي أثارها تشكيل اللجنة وهي “ما هي النتائج المتوقعة؟ وأي خارطة طريق؟ وكيف ستنخرط الأطراف الفاعلة الليبية في أعمالها؟”.
بدورها، أوصت الصين البعثة الأممية بوجوب التعاون مع الأطراف الليبية في ما يخص اللجنة الاستشارية وأعمالها.
وتحدثت غويانا باسم مجموعة إفريقيا إي3+ (الجزائر، سيراليون، الصومال، غويانا)، قائلت إنها أخذت علما بتشكيل اللجنة الاستشارية لكنها حثت على تعزيز الدور المحوري للجنة 6+6 في الجهود الرامية للخروج من المأزق الراهن المرتبط بالقوانين الانتخابية.
لكن هذه المجموعة حذرت من أي “عمل أحادي” من شأنه أن يفاقم الخلاف بين الليبيين ويعمق الانقسامات المؤسسية.
وإدراكا منها للتأثير السلبي للصراع في السودان والأزمة السورية على الجهاز الأمني الليبي، جددت المجموعة دعوتها إلى الانسحاب “الفوري وغير المشروط” لجميع المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.
ورحبت بالاتفاق الأخير الهادف إلى إنشاء مركز مشترك للاتصال وتبادل المعلومات للفريق المشترك للتنسيق الفني والمؤسسات العسكرية والأمنية في شرق ليبيا وغربها من أجل محاربة فعالة للإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وعبر عدد من أعضاء مجلس الأمن عن فزعهم إزاء المقابر الجماعية التي عُثر عليها مؤخرا في البلاد وضمت جثامين عدد من المهاجرين.
واعتبر المندوب الليبي أن تحديد المسؤوليات عن هذه الجرائم يشمل أيضا المطالبة بمحاسبة الشبكات الدولية للاتجار بالبشر سواء فيي بلدان المصدر أو بلدان الوجهة.
-0- بانا/ي ب/س ج/20 فبراير 2025