رئيس الوزراء الليبي يدعو إلى اعتماد مسودة الدستور في ليبيا
طرابلس-ليبيا(بانا)- دعا رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبدالحميد الدبيبة، إلى اعتماد دستور ينهي المراحل الانتقالية وينظم الحياة السياسية في البلاد، حاثا على اقتفاء نهجج الأجداد والوصول إلى دستور “يجب أن تخرج مسودته من الظلام”.
وفي كلمة ألقاها، مساء يوم الثلاثاء في طرابلس بمناسبة الذكرى الـ73 لاستقلال ليبيا، شدد الدبيبة على عدم تغييب إرادة الشعب وضرورة “طرح الدستور على الاستفتاء”.
وأشار إلى أنه في حال نقاط خلافية في مسودة الدستور، ينبغي البدء بها والمضي قدما، مؤكدا أن على ضرورة سحب الدستور من أيدي الذين يجرون الشعب الليبي إلى حروب لا مصلحة له فيها.
وأوضح المسؤول الليبي أن “اللجنة الدستورية (الهيئة المكلفة بصياغة الدستور) أنهت رسميا صياغة المسودة منذ زمن طويل، لكن إرادة الشعب ما زالت مصادرة ولنا الحق في التساؤل لماذا تصادر إرادة الشعب ولماذا اختفى الدستور الليبي الذي أعدته لجنة منتخبة؟”.
واتهم الدبيبالدبيبة الذين وصفهم “بالمستفيدين من غياب الدستور” بأنهم “اخترعوا المراحل الانتقالية لتمديد بقائهم في السلطة”.
وقال: “أوجه رسالة واضحة إلى جميع الدول التي تتدخل في شؤوننا. كانت بعض الجماعات السياسية والعسكرية سمحت في بعض الوقت، بأن تكون بلادنا حلبة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية… فإنني أقول إن ذلك الزمن ولى وإن بلادنا لن تكون حلبة للصراعات”.
وأكد رئيس الحكومة الليبية أن الوضع أصبح أفضل وقد توفرت الظروف لبناء الدولة على طريق الديمقراطية الحقيقية التي اختارها العالم، مضيفا أن ليبيا لن تتبع النظام القبلي أو العسكري ولن تكرر المراحل الانتقالية.
ونبه إلى أن كثيرا من المال أهدر واستجلبت الأسلحة لتفريق الليبيين الذين برهنوا على تشبثهم بتماسكهم.
وشدد الدبيبة على الحاجة الملحة، لدستور يحدد ملامح الدولة ويضبط الحياة، بعد 13 سنة من ثورة 17 فبراير 2011، مشيرا إلى أن إرادة الشعب ما زالت محاصرة وله الحق في أن يشكك في من يقف وراء ذلك، وأن يتساءل لماذا لم يعرض الدستور على الشعب الليبي للاستفتاء.
وأضاف أن الذين يعرقلون مشروع الدستور هم الذين يمددون لأنفسهم منذ أكثر من عقد من الزمن، واخترعوا لذلك المراحل الانتقالية لضمان بقائهم في المشهد، مشيرا إلى أن حكومته ترفض تمديد المراحل الانتقالية التي أرهقت البلد.
وأكد رئيس الوزراء الليبي أن الدستور هو مفتاح الخروج من المراحل الانتقالية التي لم تنته بعد، داعيا من وضفهم “بالممددين لأنفسهم” إلى رفع اليد عن مسودة الدستور وترك القرار للشعب.
وشارك رئيس الوزراء الليبي، مساء الثلاثاء، في احتفالات الذكرى الـ73 لاستقلال ليبيا، بحضور عدد من الوزراء وأعضاء هيئة صياغة مشروع الدستور وشخصيات سياسية وفنية وثقافية.
وخلال الحفل، سلم الدبيبة جائزة تقدير الدولة للعام 2024، بينما فاز الصحفي سالم العبار بجائزة “جائزة الصحافة” وحصل الباحث عمر بن إدريس على جائزة اللغة العربية، وأخيرا نالت الصحفية الفلسطينية شذى حماد جائزة “السرايا الحمراء” لصحافة السلام.
وشهدت الفعالية أيضا عرض مسرحية بعنوان “تجسيد الأمل” تضمنت مشاهد من التاريخ الليبي وأناشيد وطنية.
-0- بانا/ي ب/س ج/25 ديسمبر 2024