الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين تونس والاتحاد الأوروبي تتصدر اهتمام الصحف التونسية

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تطرقت الصحف التونسية هذا الأسبوع إلى عدة مواضيع من بينها: الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين تونس والاتحاد الأوروبي وقمة إيطاليا حول "الهجرة والتنمية".

علقت صحيفة (الشروق) على المفاوضات الطويلة والزيارات الماراتونية لمسؤولين أوروبيين رفيعي المستوى، والتي تمخضت عن  توصل تونس والاتحاد الأوروبي إلى توقيع مذكرة تفاهم حول "الشراكة الاستراتيجية والشاملة"، قائلة: صحيح أن مذكرة التفاهم لا تزال غير واضحة المعالم باعتبار أن "الشيطان يكمن في التفاصيل"، لكن من حيث المبدأ مليئة بالشفافية ومن منطلق الند للند وليست على طريقة "السيد والتابع" أو "الاملاءات الفوقية".

ووفقا لذلك -تضيف الصحيفة- نجح الرئيس قيس سعيد في فرض "مفاهيم وأساليب جديدة للعلاقات بين تونس والاتحاد الأوروبي لعل أبرزها أن تونس حرة في شؤونها وفي مواقفها وليست مجرد حديقة خلفية.

وخلصت الصحيفة إلى القول: على القادة الأوروبيين أن يتفهموا جيدا أن نظرية "الحديقة والغابة" التي جاءت بها قريحة السيد جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قد ولت وأن الجديد هو أن يكون الجميع في حديقة يعمها الأمن والسلام والرفاهية أو أن الجميع أيضا في غابة تعمها الفوضى والاضطرابات.

من جانبها، ذكرت جريدة (الصباح) أن نقاطا عديدة حملتها أسطر وما بين أسطر الاتفاق الحاصل بين تونس والاتحاد الأوروبي: الأسطر كانت واضحة والنقاط الخمس الكبرى كانت جلية، لكن ما وراء السطور فيه الكثير من الرسائل أبرزها أن تونس فرضت على الاتحاد الأوروبي مواقفها ورؤاها السيادية في ملفي التعاون المشترك وكذلك الهجرة غير النظامية.

بدورها قالت جريدة (الصباح) بدورها أنه سيكون من الصعب استقراء حدود الدور المطلوب من تونس بعد القمة في روما بشأن الهجرة والتي استبقها الرئيس سعيّد بلاءاته المتكررة: لا للتوطين، لا لدور الشرطي وحماية حدود الغير، لا للتنازل عن السيادة الوطنية.

وتطرقت صحيفة (المغرب) إلى دعم تونس ماليا وسياسيا من قبل البنك الدولي والاتحاد الأوروبي وإيطاليا على وجه الخصوص، إلا أنها تساءلت: هل يوجد دعم دولي، مهما كان حجمه، دون اشتراط واضح أو ضمني؟

وفي إجابتها، قالت إن الدعم الذي سيأتي في الأسابيع والأشهر القادمة يشترط بداية الحد الكبير من موجات الهجرة غير النظامية وثانيا التحكم الأفضل في الموازنات الكبرى للمالية العمومية لأن كل هذه الجهات لن تتعامل معنا كما تتعامل الدول الغربية مع أوكرانيا اليوم أو كما تعاملت الولايات المتحدة مع أوروبا الغربية عقب الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية.

وفي هذا السياق تحديدا، قالت صحيفة (الشروق): لا يمكن فصل مذكرة التفاهم المبرمة بين تونس والاتحاد الأوروبي عن المساعي الغربية لإبقاء بلادنا تحت المظلة الأطلسية في ظل التنافس مع المحور الشرقي حول منطقة شمال إفريقيا والذي تسعى من خلاله الصين وروسيا إلى توسيع نفوذها لدول تعتبر حليفة تقليديا للغرب الذي تصرف ببراغماتية في الملف التونسي بما يخدم مصالحه الآنية والمستقبلية.

غير أن صيرورة الأحداث في العالم والمسار الطبيعي للمتغيرات -تختتم الصحيفة- يفرض على بلادنا ليس فقط المحافظة على علاقاتها مع شركائها التقليديين بل أيضا الانفتاح على القوى الجديدة في العالم بما يخدم المصالح العليا للبلاد في إطار تنويع الشراكات. 

-0- بانا/ي ي/ع د/23 يوليو 2023