وكالة أنباء عموم أفريقيا

سيالة : ليبيا مصممة على إيجاد حل مستدام لأزمة الهجرة

روما-إيطاليا(بانا)- في الوقت الذي يواصل فيه العالم مواجهة تحديات الهجرة والاتجار بالبشر وانتهاكات حقوق المهاجرين الفارين من إفريقيا باتجاه أوروبا، جدد وزير الخارجية الليبي محمد طاهر سيالة تأكيد تصميم بلاده على الاضطلاع بدورها كشريك محوري في إيجاد حل مستدام للأزمة.

وصرح رئيس الدبلوماسية الليبي خلال مؤتمر إيطاليا - إفريقيا حول الهجرة الذي استضافته العاصمة الإيطالية روما أن بلاده، التي تعد ممر عبور هام للمهاجرين غير النظاميين ونقطة انطلاق لرحلة العبور الخطرة للمتوسط، بصدد تكثيف جهودها الرامية لتعزيز إدارة وأمن حدودها على المستويين السياسي والعملي.

وأوضح سيالة في كلمته التي اطلعت عليها وكالة بانا للصحافة أن إحدى الأولويات تتمثل في منع انتشار المجموعات الإرهابية والمتطرفة والعنيفة، وقطع الطريق أمام نشاط شبكات الاتجار بالبشر، خاصة على مستوى الحدود الجنوبية.

وتحتجز الميليشيات في ليبيا آلاف المهاجرين غير الشرعيين في ظروف مزرية، بينما تعمل الحكومة على نحو نشط مع وكالات الأمم المتحدة من أجل إطلاق سراحهم وإجلائهم.

ولقي آلاف المهاجرين حتفهم في الصحراء أو أثناء عبور المتوسط، في محاولة يائسة للوصول إلى أوروبا، وتحديدا إلى إيطاليا.

ولاحظ سيالة أن ليبيا وضعت مع النيجر وتشاد والسودان آلية للتعاون الحدودي من شأنها أن تكلل بعملية تنسيق إقليمية وتتيح أرضية عملية ومبتكرة لتعزيز التعاون المتعلق بأمن وإدارة الحدود.

وقال الوزير "في هذا السياق، أود التعبير عن أملي في أن يقدم الاتحاد الأوروبي وإيطاليا دعما خاصا لتنفيذ هذا الاتفاق، سواء عبر مقاربة إقليمية، أو من خلال مساعدة مباشرة لصالح ليبيا، مع توفير مركبات مجهزة تستخدمها الدوريات الحدودية في الصحراء، إضافة إلى معدات اتصال حديثة لتحسين قدرتها العملية على القيام بمسؤولياتها والتزاماتها".

واعتبر أن ذلك سيشكل بالتالي وسيلة فعالة وإيجابية لضمان الأمن والاستقرار الوطنيين والإقليميين والدوليين، والارتقاء بإدارة جيدة للهجرة، واحتواء جوانبها السلبية، والحد من استغلال المهاجرين من قبل مهربي البشر.

ورأى سيالة في هذا الصدد أن التصدي المنسق يكمن في تحسين الإطار والهياكل والإجراءات والآليات القائمة، من أجل الوصول إلى إدارة حدودية تتوافق مع المعايير الدولية واحتياجات ليبيا وبقية البلدان الإفريقية.

وأكد أن "أهمية استقرار ليبيا وتأثيره على استقرار الإقليم لا جدال فيهما من وجهة النظر السياسية والاقتصادية والأمنية".

ولاحظ أن إيطاليا والاتحاد الأوروبي يسعيان لتكثيف المشاريع الاستراتيجية للتنمية في البلدان الإفريقية بهدف استحداث فرص العمل وإقناع الشباب بالعمل في بلدانهم.

وقال سيالة "نلاحظ اليوم أن العديد من البلدان الإفريقية فقدت قوة وروح شبابها الذين فقدوا الأمل في الحياة وقرروا الهرب من ظروفهم القاسية نحو أوروبا على أمل تحقيق أحلامهم وأهدافهم في حياة أفضل".

وتابع أن "هذا ما يجعلهم يتحولون إلى ضحايا مهربي البشر والعصابات الإجرامية التي تستغل تلك الظروف".

وشدد سيالة كذلك على الدور الإيجابي للهجرة، مبينا أن أجيالا متعاقبة من المهاجرين أسهمت في بناء أوروبا وإثراء مجتمعاتها.

وأبرز أن "تدفق المهاجرين مفيد وإيجابي للجميع. إننا اليوم نوجه نداء إلى أوروبا والغرب والمجتمع الدولي برمته على أمل أن يتمكنوا من المساهمة بشكل إيجابي وفعال في مكافحة هذه الظاهرة السلبية، من خلال منح الأولوية لمفهوم التنمية البشرية وتشجيع الاستثمار في إفريقيا".

وأوضح سيالة أن هذا السبب ما يجعل حجم استثمارات ليبيا في إفريقيا يفوق الملياري دولار أمريكي من المساهمات المباشرة في رأسمال قطاعات مختلفة، تشمل الصناعة والزراعة والسياحة والطاقة.

وتمتلك ليبيا 22 فندقا من خمس نجوم وأربع نجوم. وهي بصدد استحداث المزيد من مواطن العمل لصالح الشباب الإفريقي، وإنتاج وتوزيع الوقود والزيوت النفطية في أكثر من 22 بلدا إفريقيا، والاستثمار في القطاع المصرفي في ما يزيد عن 20 بلدا إفريقيا، عبر إتاحة تمويلات لمشاريع شركات صغرى ومتوسطة فيح شبكات الاتصال ومشروع القمر الصناعي الإفريقي.

وخلص محمد طاهر سيالة إلى القول "ساعدونا على الحفاظ على هذه الاستثمارات في حالة جيدة حتى نتغلب على مشاكلنا ويفرج مجلس الأمن عن أصولنا المالية".
-0-بانا/ع ه/ع د/28 أكتوبر 2018


Show more