PANAPRESS
وكالة أنباء عموم أفريقيا
الصحف التونسية: أوضاع تتردى وخطاب سياسي يغرق في الإنحطاط
تونس العاصمة-تونس(بانا)-تركز اهتمام الصحف التونسية طيلة الأسبوع، على متابعة الأوضاع السياسية والإجتماعية المأزومة، بينما تتسم أساليب المعالجة بالتخبط، في حين أصبح الخطاب السياسي يغرق في التردي والإنحطاط.
ويكاد يكون ثمّة إجماع حول الفرص المهدورة لـ"الثورة التونسية" ويقرّ الجميع، سواء من ذاق طعم الحكم أو نشط في المعارضة أو انتقل هنا وهناك، بأن حال البلاد لم يتعاف بعد زهاء سبع سنوات، بل ان المؤشرات السلبية في تزايد وفي مقدمتها مؤشرات تنامي الفساد والإفلات من العقاب.
وهنا تقول جريدة"الصحافة"إن تونس تعرف أزمة إقتصادية حادة كانت لها تداعيات إجتماعية غذّت وتيرتها انتهازية نُخبةٍ سياسيّةٍ وحزبيةٍ لا يهمّها مِن أَمْرِ البلاد والعباد إلاّ ما قَدْ تجنيه من منافع ومناصب وامتيازات، وهي بذلك تعيش تَرَفًا وَرَغَدًا في حين يتخبّط عموم المواطنين في"وادي الدموع والمآسي" والحاجة والفقر الذي وَصَلَ بالبعض حدّ المهانة.
ومنذ أزيد مِنْ ستّ سنوات- تضيف الصحيفة- يتفنّن البعض في نَشْرِ الألغام ووضع العراقيل وتغذية الفِتَنِ وتنشئة النّاس على الحِقْدِ والثَّأْرِ،
حيث أصبحت الحرّية، حرّية تغذية الجريمة والفساد والبؤس والحقد والثأر والخراب والجهل، وأصبحت فيه الكرامة مؤجّلةَ التنفيذ.
أما صحيفة"الصباح"فقد تحدثت عن المؤشرات الإقتصادية والإجتماعية التي أكدت أنها تميل إلى السلبية، مشيرة إلى تصاعد الحراك الشعبي المعبر عن التململ والضيق إزاء استمرار عدم تلمس انفتاح آفاق لتحسن مرتقب في الأوضاع يوما بعد يوم، بل هي من الخطورة بمكان بحيث تستوجب من الطبقة السياسية الحاكمة حاليا البحث بصورة جدية في مسبباتها وأسباب انتشارها وتفاقمها، بعيدا عن الإنفعال وإطلاق الأحكام والتصريحات المتشنجة التي كثيرا ما نشاهدها على قنواتنا التلفزيونية.
من جانبها أكدت جريدة"الصباح" أن المشهد في تونس لم يعد في حاجة إلى مزيد التشخيص أو مزيد التحذيرات بشأن الإفلاس والخراب الزاحف إلينا نتيجة الجمود الإقتصادي وغياب الإستثمار وارتفاع العجز المالي وانهيار الدينار، كل ذلك إلى جانب تفاقم المديونية وغياب مؤشرات الإصلاح ومكافحة أخطبوط الفساد والتهريب بما بات ينذر جديا بانهيار البيت إذا استمر الوضع على حاله.
وفي السياق ذاته، أوضحت صحيفة"الشروق"أن الخطاب السياسي في تونس قد بلغ اليوم مستويات قياسية من الرداءة والشعبوية والإنحطاط غير المسبوق الذي يضع التجربة التونسية برمتها على محك اختبار حقيقي ومصيري قد يعصف بما تحقّق من نجاحات ومكتسبات إذا استمرّ في مثل هذا الإنحدار السريع والسقوط المريع.
وأضافت أننا اليوم إزاء خطاب سياسي متعفّن ومخجل..خطاب بقدر ما يعبّر عن مأزق أصحابه ورؤاهم وتصوراتهم فإنه في ذات الوقت يعبّر عن مأزق أخلاقي خطير تورّطت الطبقة السياسية بمختلف أطيافها في"مستنقعه" وسقطت سقوطا مدويّا في مفرداته العقيمة، ويمكن أن نقف على هذا العبث السياسي الصّارخ في لغة الخطاب في العديد من المواقف وعلى عدّة مستويات.
ولاحظت جريدة"البيان" في ورقة خاصة، أن وضع الأزمة الراهنة في البلاد قد زاد في حدة هواجس التونسيين في الفترة الأخيرة في ما يتعلق بالوضع السياسي للبلاد إضافة إلى عدد من القضايا على خلفية تردي الأوضاع الاقتصادية والإجتماعية وتفاقم الغضب والإحتقان بالجهات.
ومن علامات الأزمات المتعددة والمتضافرة في تونس، رصدت صحيفة"المغرب"التردي الرهيب الذي آلت إليه حياتنا السياسية بمساهمة ضمنية أو ناشطة من منابر عديدة في وسائل الإعلام، إذ أضحت السياسة حلبة لصراع الديكة وللسب والشتم ورمي الخصم بأقذع النعوت حيث إن المتفحص في كامل الطيف السياسي من اليمين إلى اليسار، يلاحظ وجود طاقات عديدة مخلصة للبلاد ولكن الغلبة النسبية للإنتهازيين وللمهجرين.
وتناولت جريدة"لابراس"La Presse ظاهرة الفساد في البلاد حيث تفيد استطلاعات رأي أجراها معهد الإحصاء بأن قطاعي الصحة والأمن يتصدّران قائمة القطاعات الأكثر فسادا في تونس.
وأشارت إلى أن التونسيين دفعوا 450 مليون دينار(181 مليون دولار) سنة 2013 لتسهيل معاملاتهم،وذلك دون احتساب الهدايا والعطايا أو الإمتيازات العينية.
وتطرقت صحيفة"الضمير" إلى استراتيجية تونس في الإنفتاح على إفريقيا لما تمثله من عمق استراتيجي وسوق واعدة للإقتصاد التونسي في إطار شراكة تعود ثمارها بالمنفعة على الجميع، فضلا على مزيد تدعيم التنسيق والتعاون الأمني والعسكري لمقاومة الإرهاب ومواجهة خطر انتشار الجماعات الإرهابية في الساحل والصحراء، وذلك من خلال وضع استراتيجية مشتركة بين دول المنطقة للقضاء على هذه الظاهرة التي باتت تهدد استقرارها.
كما دعت الصحيفة إلى دعم اتفاقية التبادل الحر مع المجموعة الإقتصادية والمالية لغرب إفريقيا والتي تُعد من أهم الفضاءات في القارة السمراء، وذلك لما يمثله الإنضمام إلى هذا التكتل الإقتصادي الإقليمي من آفاق واعدة للإقتصاد التونسي.
وفي ما يتعلق بملف الهجرة السرية عبر البحر المتوسط، علقت صحيفة"الصباح" على دعوة وزير الهجرة البلجيكي"ثيو فرانكن" دولَ الإتحاد الأوروبي إلى رفض دخول المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، قائلة إنه تجاهل عن قصد أو عن غير قصد أن السياسة الإنتهازية لأوروبا وللغرب وبقية من عقلية استعمارية عنصرية هي التي أسست لظاهرة الهجرة وغيرها من المظاهر الأخرى ومنها ظاهرة التطرف التي انتبهت إليها فجأة العواصم الأوروبية اليوم بعد أن امتد الخطر إلى أ.
وأضافت أن الوزير الذي أبدى أسفه على آلاف المهاجرين الذين يموتون في أثناء العبور إلى أوروبا،تجاهل أن مخلفات الحقبة الإستعمارية لبلجيكا وغيرها من الإمبراطوريات الأوروبية السابقة، وحروب الإستنزاف التي تعرضت لها الشعوب الإفريقية، هي وراء هذه الظاهرة.
وتطرقت الصحيفة إلى دور الدول الغربية في تغذية الحروب والصراعات الطائفية والعرقية في دول إفريقية وأخرى شرق أوسطية بأسلحة مصدرها المصانع الغربية، مشيرة إلى أن المستفيدين من ذلك هم أباطرة الحروب وتجار السلاح الذي يدعمون المليشيات العسكرية وكل الحركات التي تسعى إلى تجويع الشعوب وقتل الآمال والأحلام وهدم المدارس والجامعات ونشر الجهل والأمية وزرع بذور التطرف وكل ما يمكن ان يدفع الى هدم الأوطان وتشريد الشعوب وتحويلها إلى جيوش من اللاجئين.
-0- بانا/ي ي/ع د/ 14 مايو2017
ويكاد يكون ثمّة إجماع حول الفرص المهدورة لـ"الثورة التونسية" ويقرّ الجميع، سواء من ذاق طعم الحكم أو نشط في المعارضة أو انتقل هنا وهناك، بأن حال البلاد لم يتعاف بعد زهاء سبع سنوات، بل ان المؤشرات السلبية في تزايد وفي مقدمتها مؤشرات تنامي الفساد والإفلات من العقاب.
وهنا تقول جريدة"الصحافة"إن تونس تعرف أزمة إقتصادية حادة كانت لها تداعيات إجتماعية غذّت وتيرتها انتهازية نُخبةٍ سياسيّةٍ وحزبيةٍ لا يهمّها مِن أَمْرِ البلاد والعباد إلاّ ما قَدْ تجنيه من منافع ومناصب وامتيازات، وهي بذلك تعيش تَرَفًا وَرَغَدًا في حين يتخبّط عموم المواطنين في"وادي الدموع والمآسي" والحاجة والفقر الذي وَصَلَ بالبعض حدّ المهانة.
ومنذ أزيد مِنْ ستّ سنوات- تضيف الصحيفة- يتفنّن البعض في نَشْرِ الألغام ووضع العراقيل وتغذية الفِتَنِ وتنشئة النّاس على الحِقْدِ والثَّأْرِ،
حيث أصبحت الحرّية، حرّية تغذية الجريمة والفساد والبؤس والحقد والثأر والخراب والجهل، وأصبحت فيه الكرامة مؤجّلةَ التنفيذ.
أما صحيفة"الصباح"فقد تحدثت عن المؤشرات الإقتصادية والإجتماعية التي أكدت أنها تميل إلى السلبية، مشيرة إلى تصاعد الحراك الشعبي المعبر عن التململ والضيق إزاء استمرار عدم تلمس انفتاح آفاق لتحسن مرتقب في الأوضاع يوما بعد يوم، بل هي من الخطورة بمكان بحيث تستوجب من الطبقة السياسية الحاكمة حاليا البحث بصورة جدية في مسبباتها وأسباب انتشارها وتفاقمها، بعيدا عن الإنفعال وإطلاق الأحكام والتصريحات المتشنجة التي كثيرا ما نشاهدها على قنواتنا التلفزيونية.
من جانبها أكدت جريدة"الصباح" أن المشهد في تونس لم يعد في حاجة إلى مزيد التشخيص أو مزيد التحذيرات بشأن الإفلاس والخراب الزاحف إلينا نتيجة الجمود الإقتصادي وغياب الإستثمار وارتفاع العجز المالي وانهيار الدينار، كل ذلك إلى جانب تفاقم المديونية وغياب مؤشرات الإصلاح ومكافحة أخطبوط الفساد والتهريب بما بات ينذر جديا بانهيار البيت إذا استمر الوضع على حاله.
وفي السياق ذاته، أوضحت صحيفة"الشروق"أن الخطاب السياسي في تونس قد بلغ اليوم مستويات قياسية من الرداءة والشعبوية والإنحطاط غير المسبوق الذي يضع التجربة التونسية برمتها على محك اختبار حقيقي ومصيري قد يعصف بما تحقّق من نجاحات ومكتسبات إذا استمرّ في مثل هذا الإنحدار السريع والسقوط المريع.
وأضافت أننا اليوم إزاء خطاب سياسي متعفّن ومخجل..خطاب بقدر ما يعبّر عن مأزق أصحابه ورؤاهم وتصوراتهم فإنه في ذات الوقت يعبّر عن مأزق أخلاقي خطير تورّطت الطبقة السياسية بمختلف أطيافها في"مستنقعه" وسقطت سقوطا مدويّا في مفرداته العقيمة، ويمكن أن نقف على هذا العبث السياسي الصّارخ في لغة الخطاب في العديد من المواقف وعلى عدّة مستويات.
ولاحظت جريدة"البيان" في ورقة خاصة، أن وضع الأزمة الراهنة في البلاد قد زاد في حدة هواجس التونسيين في الفترة الأخيرة في ما يتعلق بالوضع السياسي للبلاد إضافة إلى عدد من القضايا على خلفية تردي الأوضاع الاقتصادية والإجتماعية وتفاقم الغضب والإحتقان بالجهات.
ومن علامات الأزمات المتعددة والمتضافرة في تونس، رصدت صحيفة"المغرب"التردي الرهيب الذي آلت إليه حياتنا السياسية بمساهمة ضمنية أو ناشطة من منابر عديدة في وسائل الإعلام، إذ أضحت السياسة حلبة لصراع الديكة وللسب والشتم ورمي الخصم بأقذع النعوت حيث إن المتفحص في كامل الطيف السياسي من اليمين إلى اليسار، يلاحظ وجود طاقات عديدة مخلصة للبلاد ولكن الغلبة النسبية للإنتهازيين وللمهجرين.
وتناولت جريدة"لابراس"La Presse ظاهرة الفساد في البلاد حيث تفيد استطلاعات رأي أجراها معهد الإحصاء بأن قطاعي الصحة والأمن يتصدّران قائمة القطاعات الأكثر فسادا في تونس.
وأشارت إلى أن التونسيين دفعوا 450 مليون دينار(181 مليون دولار) سنة 2013 لتسهيل معاملاتهم،وذلك دون احتساب الهدايا والعطايا أو الإمتيازات العينية.
وتطرقت صحيفة"الضمير" إلى استراتيجية تونس في الإنفتاح على إفريقيا لما تمثله من عمق استراتيجي وسوق واعدة للإقتصاد التونسي في إطار شراكة تعود ثمارها بالمنفعة على الجميع، فضلا على مزيد تدعيم التنسيق والتعاون الأمني والعسكري لمقاومة الإرهاب ومواجهة خطر انتشار الجماعات الإرهابية في الساحل والصحراء، وذلك من خلال وضع استراتيجية مشتركة بين دول المنطقة للقضاء على هذه الظاهرة التي باتت تهدد استقرارها.
كما دعت الصحيفة إلى دعم اتفاقية التبادل الحر مع المجموعة الإقتصادية والمالية لغرب إفريقيا والتي تُعد من أهم الفضاءات في القارة السمراء، وذلك لما يمثله الإنضمام إلى هذا التكتل الإقتصادي الإقليمي من آفاق واعدة للإقتصاد التونسي.
وفي ما يتعلق بملف الهجرة السرية عبر البحر المتوسط، علقت صحيفة"الصباح" على دعوة وزير الهجرة البلجيكي"ثيو فرانكن" دولَ الإتحاد الأوروبي إلى رفض دخول المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، قائلة إنه تجاهل عن قصد أو عن غير قصد أن السياسة الإنتهازية لأوروبا وللغرب وبقية من عقلية استعمارية عنصرية هي التي أسست لظاهرة الهجرة وغيرها من المظاهر الأخرى ومنها ظاهرة التطرف التي انتبهت إليها فجأة العواصم الأوروبية اليوم بعد أن امتد الخطر إلى أ.
وأضافت أن الوزير الذي أبدى أسفه على آلاف المهاجرين الذين يموتون في أثناء العبور إلى أوروبا،تجاهل أن مخلفات الحقبة الإستعمارية لبلجيكا وغيرها من الإمبراطوريات الأوروبية السابقة، وحروب الإستنزاف التي تعرضت لها الشعوب الإفريقية، هي وراء هذه الظاهرة.
وتطرقت الصحيفة إلى دور الدول الغربية في تغذية الحروب والصراعات الطائفية والعرقية في دول إفريقية وأخرى شرق أوسطية بأسلحة مصدرها المصانع الغربية، مشيرة إلى أن المستفيدين من ذلك هم أباطرة الحروب وتجار السلاح الذي يدعمون المليشيات العسكرية وكل الحركات التي تسعى إلى تجويع الشعوب وقتل الآمال والأحلام وهدم المدارس والجامعات ونشر الجهل والأمية وزرع بذور التطرف وكل ما يمكن ان يدفع الى هدم الأوطان وتشريد الشعوب وتحويلها إلى جيوش من اللاجئين.
-0- بانا/ي ي/ع د/ 14 مايو2017