إفريقيا تجدد موقفها المطالب بمقاعد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة
لواندا-أنغولا(بانا)- علمت وكالة بانا للصحافة من مصدر رسمي أن الاتحاد الإفريقي جدد موقف القارة المطالب بالحصول على مقعدين دائمين وخمسة مقاعد غير دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كوسيلة لضمان "تمثيل عادل ومنصف" لها في هيئة صنع القرار العالمية.
وجاء ذلك على لسان الرئيس الأنغولي، جواو لورينسو، الذي يتولى الرئاسة الحالية للاتحاد الإفريقي في كلمته بمقر الأمم المتحدة في نيويورك (الولايات المتحدة)، خلال القمة السابعة للجنة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي المعنية بإصلاح مجلس الأمن، وذلك على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
واعتبر الرئيس لورينسو أن "هذا المطلب ليس مبالغا فيه ولا رمزيا، ولكنه تعبير عن حق مشروع يقوم على الواقع الجيوسياسي الحالي الذي يفرض تصحيح هذا الظلم، خاصة على ضوء ثقلنا السكاني، ومساهمتنا في عمليات حفظ السلام، وواقع أن إفريقيا هي القارة الأكثر استهدافا بقرارات مجلس الأمن في حين أنها الأقل تمثيلا".
ورأى لورينسو أنه لا يمكن لمجلس يتناول قضايا إفريقيا في حوالي 70 في المائة من جدول أعماله مواصلة عمله بدون تمتع إفريقيا بعضوية دائمة.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة تمخضت عن فكرة نظام دولي أكثر عدلا يقوم على المساواة في السيادة بين الدول والاحترام المتبادل بين الشعوب، في وقت لم تكن فيه البلدان الإفريقية قد حققت استقلالها وضمنت مكانتها بعد كدول ذات سيادة داخل المجتمع الدولي.
وقال جواو لوريسنو “على هذا الأساس، عبّرت إفريقيا عن صوتها قبل عشرين عاما في إيزوليني (إسواتيني حاليا، وسوازيلاند سابقا) وفي سرت (ليبيا)، وأطلقت رسالة واضحة وشجاعة تستند إلى مبدأ لا يمكن دحضه يتمثل في العدالة والإنصاف في الحوكمة العالمية”.
وأردف الرئيس الأنغولي بالقول "إن قارتنا، باعتمادها توافق إيزوليني خلال مارس 2005 وإعلان سرت في يوليو من العام نفسه، أظهرت بوضوح للعالم استعدادها لكسر الاستبعاد التاريخي الذي تعاني منه منذ إنشاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
ولاحظ أنه بعد مرور هذه السنوات، لم تُتخذ أي إجراءات تقريبا في اتجاه الاستجابة لمطالب الشعوب الإفريقية، حيث أن القارة التي تمثل أكثر من 4ر1 مليار شخص، أي حوالي 17 في المائة من سكان العالم، وتحتل قرابة ثلث المقاعد التي تضمها الجمعية العامة، ما تزال مستبعدة من اتخاذ القرارات المركزية في مجلس الأمن.
وأعرب رئيس الاتحاد الإفريقي عن قلق القارة بشأن الجمود المسجل في المفاوضات الحكومية الدولية التي اعتبرها بطيئة جدا وغالبا ما تكون مشلولة بسبب الانقسامات.
وحذر لورينسو من أن عقدين من الزمن دون إحراز نتائج ملموسة من شأنه الانعكاس سلبا على دينامية العملية، مؤكدا مع ذلك أن وحدة موقف القارة تظل ثابتة لا تتزعزع.
وتابع أن وثيقتي إيزوليني وسرت تعبران عن الإرادة الجماعية للقارة لتحقيق تمثيل عادل في هذه الهيئة الأساسية للحكم العالمي.
وأكد أن “الاتحاد الإفريقي يدافع بحزم، على أساس هاتين الوثيقتين ومن خلال هذه الهيئة المجتمعة هنا، عن فكرة أن إصلاح مجلس الأمن يجب أن يشمل تخصيص مقعدين دائمين على الأقل لإفريقيا، مع جميع الحقوق والامتيازات، بما في ذلك حق الفيتو (النقض)، طالما استمر هذا الحق في الوجود، وخمسة مقاعد غير دائمة إضافية للدول الإفريقية”.
ويعتقد الرئيس الأنغولي أن هذه هي الوسيلة الكفيلة بضمان تمثيل عادل ومنصف لإفريقيا والالتزام الواضح بتحول القارة من محور لقرارات مجلس الأمن إلى فاعل نشط في تلك القرارات.
وأضاف رئيس الاتحاد الإفريقي أن الوقت قد حان للنظر في وجوب تمتع القارة بصوت نشط وأقوى في القرارات العالمية المتعلقة بالسلام والأمن والتنمية.
-0- بانا/ج أ/ع ه/ 23 سبتمبر 2025

