أبرز اهتمامات الصحف التونسية هذا الأسبوع
تونس العاصمة-تونس(بانا)- ركزت الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع، اهتمامها على حرب الإبادة التي تشنها قوات الإحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة ما جعل أغلب دول العالم تضج من هول المأساة وتسارع إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية تزامنا مع هبة شعبية عالمية غير مسبوقة.
وفي متابعتها للحراك الشعبي في عدد من المدن الأوروبية والعالم دعما لقضية الشعب الفلسطيني، أشارت صحيفة (الشروق) إلى أن "هذا الدعم المؤثر والفارق يعكس إدراكًا أن القضية الفلسطينية أصبحت جوهر اختبار القيم العالمية لحقوق الانسان والعدالة والمساواة من خلال جيل يرى في التضامن مع فلسطين معركة أخلاقية تربط بين النضال من أجل الحريات والسياسات المناهضة للتمييز.. جيل لا ينتظر الخطابات بل ينتجها ويحوّل رؤيته إلى فعل مباشر متجاوزا بذلك النخب الكلاسيكية وشعاراتها التقليدية".
وتحدثت صحيفة (الصريح) عمّا أسمته "تسونامي" اعتراف أكبر عدد من دول العالم بدولة فلسطين، وقالت: بقدر ابتهاج أحرار العالم، بموجة الاعتراف الدولي (بدولة فلسطين) الذي أيّدته 159 دولة، بقدر الإقرار بأنّ الطريق لا يزال طويلا لتجسيد هذا الوضع على أرض الواقع، إلاّ أنّ عدم اعتراف الولايات المتحدة بذلك، يمثّل عائقا جدّيا أمام نشأة دولة فلسطين، باعتبار أنّ أمريكا هي إحدى الدول الخمس التي تمتلك حق النقض بمجلس الأمن.
وفي ذات السياق، كتبت جريدة (المغرب): هل سيكتفي العالم -والدول الأوروبية أساسا- بهذا الاعتراف والمراهنة على أنه سيغير المعادلة ويدفع باتجاه حل الدولتين وإجبار الاحتلال الاسرائيلي على احترام الشرعية الدولية؟
لكن ما هو جلي –تضيف الجريدة- أن مجرد الإعلان عن الاعتراف بدولة فلسطينية لا يعني أن حرب الإبادة انتهت أو أن الاحتلال يتراجع عن انتهاكاته وسياسته التوسعية.
وأوضحت أن موقف الإدارة الأمريكية يبرز كعقبة استراتيجية أمام حل الدولتين ويؤكد أن أمن الاحتلال يعلو على أي اعتبارات أخرى، وهذا يعكس حجم المعضلة المتمثلة في كيفية إقناع أو دفع الولايات المتحدة إلى مراجعة سياستها.
من جهتها، قالت جريدة (لو كوتيديان): الشعب الأمريكي الذي خرج مساندا لغزة هو بالتأكيد مثله مثل كل شعوب العالم محب للحياة وللآخر، لكن الطبقة السياسية وداعميها من أباطرة السلاح والشركات المتعددة الجنسية، هي التي تأخذ أمريكا بكل تنوعها الاثني والديني والثقافي إلى مفازات لا يرغب بها صديقنا الأمريكي البسيط الذي لا حول ولا قوة له غير التظاهر.
وتحدثت صحيفة (لو طون) Le Temps الناطقة بالفرنسية، عن الوقفة التاريخية لأسطول الحرية المناصر لغزة، وقالت: إنها لحظة فارقة اجتمع فيها الضمير الحيّ مع الشجاعة النادرة.. رجال ونساء أحرار قدموا من خلفيات متنوعة، من بينهم شخصيات عامة، نوّاب، أطباء، صحفيون وناشطون في المجتمع المدني، لم يترددوا ولم يختبئوا خلف الأعذار لأنهم آمنوا بأن عليهم أن يكونوا في صفّ التاريخ الصحيح، وأن يصنعوا موقفًا يورثونه لأبنائهم حين يسألونهم يومًا: "ماذا فعلتم عندما كان شعب يُباد أمام أنظار العالم؟".
وفي خضم هذه الأحداث والمخاطر، قالت صحيفة (لا براس) La Presse الناطقة بالفرنسية: برغم ما تعانيه تونس من نقائص هيكلية، ظلت تدافع عن الدور المحوري لمنظمة الأمم المتحدة، باعتبارها الملاذ الأخير للشرعية الدولية في مواجهة منطق القوة وشريعة الغاب..
وأضافت: من ليبيا إلى فلسطين، ومن الحوار بين الشمال والجنوب إلى قضايا التنمية المستدامة الكونية، تتحدث قرطاج (الرئاسة التونسية) بصوت واضح يعلو باسم القانون قبل أن يخضع لضغوط موازين القوى.
من جانبها، تطرقت صحيفة (الصباح) إلى مؤتمر "تحالف الحضارات وتعزيز السلم والأمن الدوليين" المقرر تنظيمه بتونس في نوفمبر المقبل، مشيرة إلى أنه في زمن تتصاعد خطابات الكراهية وتتعمق فيه الانقسامات بين الشعوب والثقافات، تستعد تونس لرفع راية التسامح مجددا، إيمانا بأنّ التنوّع مصدر غنى لا تهديد، وأنّ التعايش هو الملاذ الوحيد للحفاظ على السلم المشترك.
وتابعت: كثيرون يتفقون على أن أهمية هذا المؤتمر في توقيته، حيث يلتئم في ظرف دولي يشهد تصاعدًا لخطابات التطرف، وتناميا لظواهر الكراهية والتصادم.
وفي الشأن الداخلي، تحدثت جريدة (الصباح) عن تحديات عديدة داخلية وطنية وخارجية، إقليمية ودولية، تعيش على وقعها تونس، وهو ما يتطلب تكاتف وتضافر جهود كل التونسيين على حد السواء لكسب هذه التحديات والعمل على المحافظة على استقرار الدولة وتكريس سيادة الشعب واستقلال القرار والسيادة الوطنية.
وأضافت أن عديد المؤشرات والمعطيات تبيّن أن البلاد استطاعت خلال سنوات قليلة الخروج من دائرة الأزمات الاقتصادية والمالية نتيجة ما طالها خلال العقود الماضية من نهب للثروات وفساد وسوء إدارة لدواليبها. لتدرك الدولة اليوم مرحلة تضمن لها السير في طريق التعافي.
من ناحيتها، تناولت جريدة (الشروق) عمليات حجز كميات ضخمة من المخدرات (أكثر من طن في ظرف 10 أيام)، مؤكدة أنها ليست مجرد خبر عابر، بل صرخة تحذير عليها أن توقظ الوعي وتفتح عيون المجتمع على حجم المخاطر. حيث لا تتوقف مافيات الموت عن استغلال الفراغ مع تواطؤ البعض.
وتساءلت الجريدة: من أين تأتي هذه الكميات؟ ومن يحميها؟ ومن يغطي على الرؤوس الكبيرة؟
ودعت إلى مواجهة هذا السم بالصرامة والشجاعة، وتشديد العقوبات ضد شبكات التهريب والاتجار، مع محاكمات سريعة وشفافة.
-0- بانا/ي ي/ع د/ 05 أكتوبر 2025


 
               
               
              