أبرز اهتمامات الصحف التونسية هذا الأسبوع
تونس العاصمة-تونس(بانا)- ركزت الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع، اهتمامها على عدد من القضايا المحلية والإقليمية، وفي مقدمتها كارثة المجاعة والتدمير في قطاع غزة الفلسطيني.
وكتبت جريدة (المغرب): منذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال (الإسرائيلي) على قطاع غزة ظلت القوى الغربية تتلاعب بالكلمات والمصطلحات لتعيد تشكيل واقع مغاير يُمنَح فيه الاحتلال حصانة وغطاءً يحول دون مساءلته ويُمكّنه من التمادي في إجرامه واستخدام التجويع كسلاح في حرب إبادته، لكن اليوم وبعد إقرار الأمم المتحدة بأن مدينة غزة تواجه المجاعة وأن أكثر من نصف مليون فلسطيني مهددون بالموت جوعًا، بات هذا التصنيف وثيقة إدانة علنية للغرب وليتمّ قبر أي حديث عن حقوق الانسان ومبادئ الأمم المتحدة.
ووجهت جريدة (لو كوتيديان)، من جانبها وعبر أحد كتابها، رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي، قائلة: “سيدي الرئيس، اسمح لي أن أنبهك بأن الكابوس في غزة، واستهداف مواقع الصحة والصحافيين أنت مسؤول عنه ومشارك فيه، لا فقط بالسكوت، بل وبالدعم المتواصل عسكريا واستخباريا واستعلاميا في الوقت الذي كان بإمكانك وقف المجزرة أكثر من مرة، وحقن دماء العزل الذين تستهدفهم اسلحتكم الفتاكة”..
و تابعت الرسالة “سيدي الرئيس.. لم تحاول لساعة واحدة النظر إلى القضية بعين مجردة وخالية من التعاطف الأعمى.. فقط ساعة واحدة لتتأكد من حقائق النزاع.. قطاع غزة، الذي تريد ان تنهي كابوسه، لا ندري كيف ومتى، ظل سجنا مفتوحا لأكثر من مليوني فلسطيني طوال 17 عاما.. هل تعلم سيدي الرئيس أن إسرائيل منعت عن أطفال غزة الهواء النقي والماء النقي والكهرباء وغير ذلك.. سيدي الرئيس تعال إلى غزة وعش أسبوعا بل يوما واحدا تحت الحصار الإسرائيلي البشع ثم سنرى ماذا ستفعل” .
وقالت صحيفة (الصريح)، من جهتها: يبدو أن سكان غزة هم ضحايا نفس الأفعال الانتقامية والإجرامية في أرخبيل "تشاغوس" وإن تغيّرت ربما وسائل القمع والتنكيل. فكلّ منهم هجرّ قسرا من أراضيه. والكلّ منهم قتل بدم بارد، والكل منهم عانى أيضا الأمرّين في قمّة انحدار الأخلاق إلى الدرك الأسفل وقمّة التميز واحتقار الكائن الآخر .
واستطردت الصحيفة قائلة: هناك فارق هام وأساسي، بين حادثة الأرخبيل سنة 1965 وما يجري اليوم في قطاع غزة بل وفي كلّ فلسطين.. ففي حادثة الأرخبيل تمّ القضاء كلّيا على السكان وكذلك الحيوان، سواء عبر القتل أو بالتهجير القسري، في حين أنّ ما ميّز قطاع غزّة هو وجود مقاومة باسلة وصامدة وصابرة وشعب عظيم لم يساوم لا على أرضه ولا على عرضه برغم تخاذل الجميع، وبرغم مرور حوالي سنتين من القتال وأكثر من 70 سنة من الاحتلال.
وعلقت صحيفة (الشعب نيوز) الناطقة باسم المركزية النقابية، على جلسة استماع، في 3 سبتمبر الحالي، للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بشأن تونس، وقالت: قد تبدو بعض الجمل مألوفة في اللغة الدبلوماسية مثل دعم الديمقراطية وتقدير تطلعات التونسيين لكنها تخفي في طياتها ملامح لرؤية أخرى ترى في الداخل التونسي هشاشة قابلة للتوظيف لتشكيل الداخل وفق مصالح القوى المهيمنة، بينما لا يمكن الحديث عن الديمقراطية دون احترام حق الشعوب في إدارة شأنها العام بحرية واستقلالية.
وخلصت إلى القول: لا ُتخيفنا خطابات السفراء ولا لجان الكونغرس، ولا ُنراهن على رضا الخارج أو غضبه. ولكن ما ُيخيف فعلا هو أن ُنضعف أنفسنا بأيدينا فُنسّهل الطريق على من يترّبصون ببلدنا.
وفي ذات السياق، كتبت جريدة (الشروق) الصادرة اليوم الأحد: مرة أخرى يعود نظام العالم المتهالك إلى رفع شعار الديمقراطية أو استعادتها في دولة ذات سيادة.. فما يفعله الكونغرس الأمريكي هذه المرة هو ما سبق أن فعله في العراق وليبيا وسوريا ويريد استنساخه في تونس عبر شعار فرض العقوبات .
هذا التوجه الأمريكي -تضيف الجريدة- يتطلب توجها تونسيا جادا نحو تعميق الشراكة الاستراتيجية مع حلفاء جادّين، كما يتطلب مزيدا من توحيد الصف الداخلي.. فتونس تشق طريقها في تحدّ لمؤسسات النهب الدولية، والمواقف التونسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية مشرّفة ومتقدمة وهذا له ثمنه..
وختمت افتتاحيتها بالقول: لذلك كله فإن مشروع "خرائط الدم" التي نظّر لها برنار لويس وعوديد يانون يجري تنفيذها تحت شعار "نشر الديمقراطية"!
وتطرقت صحيفة (لو طون) Le Temps الناطقة بالفرنسية إلى آفاق العلاقات التونسية-الجزائرية، مشيرة إلى أنها نبتت في ماضٍ سحيق، ونضجت في جمر معارك الاستقلال، متجاوزة الحدود، لكن التاريخ لا يرضى بالصداقة وحدها، إنه يطلب أكثر من أخوّة معيشة، وأكثر من تعاون متعاطف: دينار تونسي-جزائري، وسوق مشتركة في انتظار وحدة حية للجسد المغاربي في اتحاد فعلي لنهدي المتوسّط، وإفريقيا، والجنوب العالمي، نجمًا جديدًا.
-0- بانا/ي ي/ع د/ 07 سبتمبر 2025


 
               
               
              