أبرز اهتمامات الصحف التونسية هذا الأسبوع
تونس العاصمة-تونس(بانا)- ركزت الصحف التونسية، الصادرة هذا الأسبوع، اهتماماتها على عدد من المواضيع من بينها: أولويات إعادة رسم ملامح الدولة، ومؤشرات تحسن الاقتصاد التونسي، والأوضاع المأساوية في غزة، كما تطرقت إلى الانهيار الأخلاقي للغرب و"منظومته للحقوق الكونية وحقوق الشعوب".
وتحدثت صحيفة (الصباح) عن أولويات إعادة رسم ملامح الدولة لتحقيق الإقلاع الاقتصادي المنشود على وقع تحديات داخلية وتحوّلات إقليمية ودولية متسارعة، وقالت: تراهن الدولة على حزمة من الأولويات المحورية تشكل في مجملها خارطة طريق واضحة المعالم وسط تطلعات شعبية متزايدة إلى القطع كليا مع السياسات القديمة بما يضمن الاستقرار الشامل وذلك عبر التوجه نحو تبسيط الإجراءات، وتنقية مناخ الاستثمار ودعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة، وتحقيق العدالة الجهوية وضمان توزيع عادل للثروات والمشاريع، وإصلاح منظومتي التعليم والصحة، والمضي قدما في مكافحة الفساد وتفكيك شبكات اللوبيات داخل مؤسسات الدولة.
كما تطرقت جريدة (لا براس) La Presse الناطقة بالفرنسية، إلى تقديرات الهيئات الإقليمية والدولية، قائلة إنها تأتي لتؤكد أن الاقتصاد التونسي “يسير على الطريق الصحيح إلى حد ما، وقد بدأ في الانطلاق، لا سيما بفضل نهج تنموي جديد حكيم وذكي”.
لذلك –تضيف الصحيفة- ليس من قبيل الصدفة أن يشير البنك الافريقي للتنمية في تقريره القُطري لعام 2025، إلى أن النمو الاقتصادي في تونس الذي سيبلغ 1.9 % في عام 2025، “من المتوقع أن يصل إلى 2.3 % في عام 2026، مع آفاق خاصة للتحسن”.
ووفقا للتقرير، فإن هذه التوقعات الإيجابية تأخذ في الاعتبار بشكل أساسي "السلوك والأداء الجيد لبعض القطاعات، ولا سيما الزراعة والتصنيع". ناهيك بالطبع عن المساهمة المهمة التي يقدمها قطاع السياحة الذي يواصل توفير دعم كبير للاقتصاد الوطني.
أما صحيفة (صوت الشعب)، فقد تحدثت عن الأوضاع المأساوية في قطاع غزة الفلسطيني، مشيرة إلى أنها "تتطوّر هذه الأيّام بنسق متسارع على كافّة الواجهات، ولكن العلامة المميزة والبارزة في هذا التطوّر المتسارع، برغم وحشية الاحتلال الذي لم يَبق أسلوبا بشعا لم يستعمله ضد البشر والشجر والحجر، في ظل حصار مقيت وسياسة تجويع رهيبة لا مثيل لها في تاريخ الصراعات والحروب التجويع، إلا أن المقاومة لم ترم المنديل مطلقا بعد 21 شهرا من المواجهة برغم حجم الدمار والخسائر.
وأمام حالة الحصار على غزة وعمليات القتل والتدمير والتجويع، أشادت صحيفة (الشروق) بإعلان الرباعي للحوار الوطني بتونس، والحائز على جائزة نوبل للسلام سنة 2015، ترشيحه الرسمي للمقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الانسان بالأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، لنيل جائزة نوبل للسلام لسنة 2025، وهي الخطوة التي انضمت إليها نقابة الصحفيين التونسيين.
ووصفت الصحيفة هذه البادرة بأنها "خطوة ذات دلالة رمزية عميقة في رسالة إلى العالم بأسره بأن الحق لا يزال له من يدافع عنه حتى في زمن أصبحت فبه المعايير مقلوبة والضحايا متهمين، والجلادون محميين".
وأوضحت أن "ألبانيزي رفعت صوتها عاليا لُتذّكر الجميع بأن القانون الدولي لا يجب أن يطّبق انتقائيا وأن حقوق الانسان لا تقاس بميزان وأن قيم العدالة والحق والكرامة الانسانية أعلى من أي منصب واعتبارات سياسية".
من جهتها، تحدثت صحيفة (المغرب) عن الهندسة الجيوسياسية الجديدة ومساعي الاحتلال الاسرائيلي لتفكيك دول الطوق، وقالت: "إن المأزق لا يكمن فقط في خطورة المشروع الصهيوني، بل في بيئة الصمت أو التواطؤ العربي والدولي المحيطة به، إذ يبدو أن بعض الأطراف تنظر إلى عملية تفكيك الدول كوسيلة لتحقيق "استقرار" للمنطقة تحت هيمنة الاحتلال".
وأضافت: إذا نجح الاحتلال في تنفيذ هذا التصور، فلن يقف عند حدود سوريا، بل سيتمدّد شرقًا وشمالًا، ويفتح أبواب الفوضى على مصراعيها، في منطقة قد تشهد زوال دول، ونشوء كيانات هشة وهجينة.
وكتبت صحيفة (الصريح): لقد كشفت الحرب الإيرانية الإسرائيلية ومن قبل الحرب على غزة أن النظام العالمي الحالي يقوم على الزيف والخداع، وأن منظومة القيم العالمية ومنظومة الحقوق الكونية التي روجوا لها وفرضوها بالقوة، ما هي في الحقيقة إلا كذبة كبرى نجدها اليوم تتهاوى وتسقط وأن حداثة الغرب وفكر عصر أنواره انهارت أخلاقيا وكذلك منظومته للحقوق الكونية وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها والمحافظة على هويتها وسيادتها.
وفي ما يتعلق بموقف أمريكي يمس حرمة القارة الافريقية، علقت صحيفة "تونس الرقمية" على إعلان إدارة ترامب عن ترحيل مهاجرين من دول آسيوية ومنطقة الكاريبي بعد أن رفضت دولهم الأصلية إعادتهم، فقررت واشنطن ببساطة أن ترسلهم إلى "دولة ثالثة" هي إسواتيني، وكأن القارة الإفريقية أصبحت صندوق البريد البديل للمهاجرين غير المرغوب فيهم"ّ!
وبررت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، هذه الخطوة بالقول إن "المرحّلين مجرمون مقيمون بطريقة غير قانونية"، وعقبت الصحيفة على ذلك بالقول:" الحل الأمريكي كان على طريقة ترامب: لا مكان لهم هنا.. لنهبط بهم في قارة أخرى!"
وأوضحت الصحيفة أنه سبق ترحيل آخر إلى جنوب السودان، في الرابع من يوليو، ولم تُشر الإدارة الأمريكية إلى أي تنسيق مسبق مع الحكومة الإسواتينية، ربما اعتبرت واشنطن أن القارة الإفريقية، بكل تواضعها، لا تمانع استقبال "الزوار غير المرغوب فيهم" من القارات الأخرى.
-0- بانا/ي ي/ع د/ 20 يوليو 2025


 
               
               
              