مساهمة عناصر حفظ السلام في إفريقيا الوسطى "حاسمة" لعمليات الأمن وحماية المدنيين
نيويورك-الولايات المتحدة(بانا)- قالت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة ورئيسة بعثتها المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الإستقرار في إفريقيا الوسطى (مينوسكا) فالنتاين روغوابيزا، في إحاطتها أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء، إن مساهمة البعثة أثبتت أنها "حاسمة" في حماية المدنيين، إلى جانب جهود الحكومة، وسط استمرار انعدام الأمن على نطاق واسع في البلاد.
وأكدت روغوابيزا للمجلس أن "القبعات الزرقاء" (عناصر حفظ السلام) لعبوا دورا أساسيا في حماية المدنيين، في ظل استمرار تهديد الجماعات المسلحة والجهات العنيفة الأخرى، وكذلك في تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للأرواح.
وأوضحت الممثلة الخاصة أمام السفراء الـ15 ، الأعضاء في مجلس الأمن، أن البعثة اتخذت "موقفا قويا ووقائيا واستباقيا"، في استجابتها للتحذيرات الواردة من المجتمعات المحلية.
وشددت على أن "مينوسكا" ستواصل وضع القوات بشكل استباقي عند الحاجة لدعم استعادة النظام، وتقديم المساعدة، وتعزيز السياسة الوطنية لنزع السلاح وإعادة الإدماج لأعضاء الميليشيات السابقين، والمساعدة في قطع طرق الإمداد عن المتمردين، بما يتماشى مع السياسات المراعية لحقوق الإنسان.
ولاحظت بقلق أن الجماعات المسلحة ما تزال تعرقل جهود حماية المدنيين على طول الحدود الغربية لإفريقيا الوسطى التي تعد "الأكثر تضررا من الألغام والعبوات الناسفة التي تعرضت لها قوتنا في وقت سابق من هذا الشهر".
واعتبرت فالنتاين أن "عودة نشاط الجماعات المسلحة واستخدام العبوات الناسفة في المناطق الحدودية في شمال غرب البلاد يجعل من الصعب أو المستحيل الوصول إلى السكان الذين هم في حاجة ماسة وعاجلة للمساعدات الإنسانية".
وفي مستهل إحاطتها، أشادت رئيسة البعثة الأممية بجهود عناصر السلام من وحدة بنغلاديش الذين لقوا مصرعهم في الثالث من أكتوبر الجاري، بالقرب من الحدود مع الكاميرون، وناشدت حكومة إفريقيا الوسطى رفع الحظر المفروض على الرحلات الجوية الليلية، باعتبارها "ضرورية لسلامة وأمن قوات حفظ السلام، والفاعلين الإنسانيين، وجميع الشركاء على الأرض"، فضلا عن المدنيين الذين يتلقون المساعدات.
وتابعت أن الطيارين فقدوا، بسبب عدم القدرة على التحليق ليلا، الشهادات التي سمحت لهم بالقيام بذلك، ما يمثل فجوة خطيرة في تدريبهم وقدرتهم على الاستجابة في حالات الطوارئ.
وعلى الرغم من الإجراءات الحازمة التي اتخذتها بعثة "مينوسكا" والحكومة في سعيهما لاستعادة الهدوء والأمن في جميع أنحاء إفريقيا الوسطى، أكدت الممثلة الخاصة على ضرورة تهيئة الظروف لـ"حل سياسي لأزمة وسط إفريقيا"، وردع الجماعات المسلحة عن استخدام العنف لتحقيق غاياتها.
وطالما ظل العنف خيارا قابلا للتطبيق، فسيواصل سكان إفريقيا الوسطى، سيما الأكثر ضعفا منهم، تحمل وطأة الصراع، على حد قولها.
وتعتقد الممثلة الخاصة أنه لا بديل الآن عن "اغتنام الفرصة الناشئة" لدفع السلام قدما بطريقة تحقق نتائج حقيقية.
وقالت "هذه هي الطموحات التي أبدتها الحكومة والأمل الذي يحدو جميع الشركاء الدوليين الذين يستثمرون في دعم تنفيذ الجدول الزمني للحكومة".
وأضافت أن التقرير الأخير للأمين العام يشهد على "المساهمات التي لا حصر لها ولا غنى عنها لبعثة مينوسكا، والتي لا يزال السكان والحكومة المضيفة والإقليم يعتمدون عليها في بحثنا الجماعي عن حلول سياسية دائمة للأزمة في إفريقيا الوسطى".
-0- بانا/م أ/ع ه/ 20 أكتوبر 2022