مبعوثة الأمم المتحدة: الإنتخابات المحلية فرصة لتعزيز السلام في إفريقيا الوسطى
نيويورك-الولايات المتحدة(بانا)- اعتبرت رئيسة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، فالانتاين روغوابيزا، في إحاطتها يوم الثلاثاء إلى مجلس الأمن الدولي، أن الانتخابات المحلية المقبلة في إفريقيا الوسطى تمثل "فرصة كبيرة" لدفع السلام والعملية السياسية في البلاد.
وقدمت الممثلة الخاصة للأمين العام الأممي تقريرها بشأن التقدم الذي أحزرته الحكومة مؤخرا، بما يشمل الإعداد للانتخابات وإصلاح قطاع الأمن.
ولفتت روغوابيزا إلى أن التواصل السياسي مع قادة المجموعات المسلحة يظل أساسيا وبدأ يثمر نتائج متواضعة، مشيرة إلى حل أربع تشكيلات مسلحة وقعت على اتفاق فبراير 2019 للسلام.
ومن جملة التطورات الأخرى، لاحظت أن سلطات إفريقيا الوسطى تستكشف، بدورها، خيارات إعادة دمج المقاتلين السابقين ضمن صفوف القوات المسلحة.
وصرحت روغوابيزا، في كلمتها عبر الدائرة المغلقة، أن "بعض الإجراءات التي تستحق الإشادة قد تم اتخاذها، وهناك أخرى في الأفق. وفي الوقت ذاته، لا تزال الفرص قائمة لدفع السلام والعملية السياسية والحفاظ على مكاسبها".
وأوضحت أن الانتخابات المحلية -الأولى من نوعها منذ سنة 1988- من شأنها ترسيخ الحكم المحلي، وتعزيز لامركزية الخدمات، وإتاحة فرصة لإشراك النساء والشباب والفئات المهمشة.
وعلاوة على ذلك، تعمل سلطات إفريقيا الوسطى على تهيئة مناخ مناسب لإجراء الانتخابات، بما في ذلك من خلال تطوير إطارها القانوني وتحديث قانون الانتخابات لتشجيع مشاركة النساء.
لكن المبعوثة الأممية نبهت إلى وجود نقص حاد في التمويل وعراقيل أخرى، مطالبة المجتمع الدولي بالدعم.
ولاحظت روغوابيزا، في إحاطتها إلى مجلس الأمن، أن "الانتخابات ستجرى في مناخ أمني صعب، ويجب علينا الاعتراف بأن المجموعات المسلحة من المحتمل أن تفسدها"، موضحة أن "أحد التحديات الأخرى يتمثل في ضمان تمتع المسؤولين المنتخبين بالقدرة على الاضطلاع بمهامهم وممارستها بشكل طبيعي".
ولدى تطرقها للوضع الأمني، أشارت إلى أن إفريقيا الوسطى شهدت استقرارا وهدوء نسبيين خلال موسم الأمطار، غير أن بداية الموسم الجاف اتسمت بتصاعد أنشطة وهجمات المجموعات المسلحة.
ورغم أن ذلك هو النموذج الطبيعي للصراع في البلاد، إلا أن تطورات جديدة مثل استخدام القنابل بدائية الصنع والطائرات المسيرة تنعكس سلبا على السكان وقوات الأمن والفاعلين الإنسانيين وعناصر الأمم المتحدة لحفظ السلام، على حد قوها.
وأكدت أن "تجدد التوترات على حدود إفريقيا الوسطى سلط الضوء على البعد الإقليمي للأزمة الأمنية في إفريقيا الوسطى، خاصة على امتداد محاور الرعي المتجول والمناطق الغنية بالموارد في الشمال الغربي والشمال الشرقي ووسط الجنوب التي تمثل بؤر الصراع الساخنة".
وأوضحت أن كبح نشاط المتمردين في تلك المناطق سيتطلب تحركا منسقا بين إفريقيا الوسطى ودول الجوار، والمزيد من التعبئة والتعاون الإقليميين.
وفي غضون ذلك، يزداد الوضع الإنساني تفاقما في إفريقيا الوسطى، حيث توقعت المبعوثة الأممية، نقلا عن تقديرات برنامج الأغذية العالمي ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام حاد للأمن الغذائي إلى قرابة 50 في المائة هذه السنة، من 44 في المائة سنة 2022 .
وشهد فبراير الجاري إطلاق نداء لتعبئة مبلغ 465 مليون دولار أمريكي بهدف تمويل عمليات إنقاذ الأرواح في البلاد، حيث حثت روغوابيزا البلدان على الاستجابة لهذا النداء.
ودعت رئيسة "مينوسكا"، في ختام كلمتها، الشركاء إلى اغتنام "الفرصة التي تأتي مرة واحدة"، والتي تتيحها الانتخابات المحلية، لمساعدة إفريقيا الوسطى على إرساء الأساس للحكم المحلي وتسريع إصلاح قطاع الأمن.
-0- بانا/م أ/ع ه/ 22 فبراير 2023