منظمة حقوقية ترحب بأول محاكمة لتجاوزات فظيعة في إفريقيا الوسطى
بانغي-إفريقيا الوسطى(بانا)- اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إعلان المحكمة الجنائية الخاصة المعنية بإفريقيا الوسطى عن اعتزامها إجراء أولى محاكماتها خطوة مهمة في جهودها الشاقة لإنصاف ضحايا التجاوزات الفظيعة المرتكبة خلال أحدث الصراعات التي شهدها هذا البلد.
وتتعلق هذه الحالة بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبها كل من المتهمين المفترضين عيسى ساليت آدوم، وعثمان ياكوبا، وطاهر محمد، خلال مايو 2019 في كوندجيلي وليمونا.
وذكرت منظمة العفو الدولية أن عشرات المقاتلين التابعين للجماعة المسلحة التي يطلق عليها "العودة والمطالبة بالحقوق ورد الاعتبار" (3R الراءات الثلاثة بالإنجليزي) دخلت قرية كوندجيلي وأعدمت 11 رجلا.
وتابعت المنظمة الحقوقية أن نفس الجماعة قامت، أثناء مغادرة القرية بقتل شخصين آخرين، قبل أن تقتل 22 رجلا آخرين في قرية ليمونا المجاورة وما لا يقل عن 10 مدنيين في مدينة بوهونغ، مشيرة إلى أن تلك الجرائم وقعت بعد ثلاثة أشهر فقط على قيام "الراءات الثلاثة" بالتوقيع على اتفاق كان يفترض إنهاء مثل تلك الأعمال.
وذكرت المنظمة أن زعيم الجماعة المسلحة، صديقي عباس، قام عقب تلك العمليات، بتسليم هؤلاء الرجال الثلاثة الذين سيمثلون أمام المحكمة الجنائية الخاصة إلى السلطات المحلية والأمم المتحدة.
وأكدت "هيومن رايتس ووتش" أن المحاكمة ضرورية لتحديد المسؤوليات، موضحة أنه يتعين على حكومة إفريقيا الوسطى عدم الاعتقاد بأن تسليم هؤلاء المتهمين يعفي قيادات جماعة "الراءات الثلاثة" من المسؤولية عن تلك الجرائم.
ولاحظت المنظمة الحقوقية أن "هذه لحظة مهمة لإفريقيا الوسطى. ويبقى هناك الكثير مما ينبغي فعله، بما يشمل إعادة توقيف ومحاكمة المشتبه به المطلوب للمحكمة الجنائية الخاصة، حسن بوبا، بعد الإفراج المفاجئ عنه خلال نوفمبر الماضي".
وأضافت "هيومن رايتس ووتش" أن "هذه المحاكمة التي تعد مثابة خطوة على درب إنصاف ضحايا الجرائم الشنيعة، من شأنها الإسهام أيضا في تقريب البلاد من تحقيق سلام مستدام".
-0- بانا/م أ/ع ه/ 25 ديسمبر 2021