البنك الإفريقي للتنمية يدعو للبدء في إنجاز سد "إنغا 3" الضخم بالكونغو الديمقراطية
أبيدجان-الكوت ديفوار(بانا)- دعا رئيس مجموعة البنك الإفريقي للتنمية، الدكتور أكينوومي أديسينا، إلى إظهار التزام سياسي كبير من أجل بدء أشغال التشييد في سد "إنغا 3" الضخم الواقع في الكونغو الديمقراطية، والذي يمكنه تغطية احتياجات الطاقة لأكثر من 12 دولة في وسط إفريقيا وجنوبها.
وقال د. أديسينا أمام أعضاء مجلس إدارة بنك الجنوب الإفريقي للتنمية، بقيادة رئيسه إبراهيم رسول، خلال اجتماع عقد مؤخرا بمقر البنك الإفريقي للتنمية في العاصمة التجارية الإيفوارية أبيدجان، "لقد ظللنا نتحدث عن إنغا 3 لعدة سنوات. وما نحتاج إليه هو التنسيق السياسي".
وبعدما أشار إلى أن الرئيس الجنوب إفريقي، سيريل رامافوزا، أثار هذه القضية السنة الماضية خلال قمة باريس بشأن ميثاق تمويل عالمي جديد، أعلن د. أديسينا أن الإنتاج الضخم المحتمل لسد "إنغا 3" يمكن أن يعالج نقص جنوب إفريقيا المزمن في الطاقة، الذي أثّر بشدة على الأداء الاقتصادي للبلاد.
وقال أديسينا "على الرغم من أن جنوب إفريقيا تعد أكبر اقتصاد صناعي في إفريقيا، إلا أنها ما تزال تواجه تحديات في قطاع الطاقة، ما تسبب في انخفاض إنتاجها الصناعي، وانكماش الناتج المحلي الإجمالي واستحداث فرص العمل، الأمر الذي يؤثر أيضا على المنطقة".
وكان الرئيس راموفوزا قد صرح، أمام زعماء العالم خلال قمة يونيو الماضي بالعاصمة الفرنسية، قائلا "كي نثبت أن هذه ليست قمما نتحدث فيها فقط، دعونا الآن نضع المال على الطاولة ونقول بشكل جماعي بأننا سنتعامل مع هذا المشروع الضخم الذي سينتج الكهرباء لحوالي 12 إلى 15 دولة".
ولاحظ الرئيس الجنوب إفريقي أن "هذا مشروع يمكن أن تموله بنوك التنمية متعددة الأطراف بالعمل معا".
ويقوم البنك الإفريقي للتنمية حاليا بتمويل مشروع "مفاندا نكوا" للطاقة الكهرومائية في موزمبيق، والذي من المقرر أن يسمح بتوليد 1500 ميغاوات لصالح جنوب إفريقيا ويساعد في معالجة النقص الشديد في الكهرباء الذي أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي لعدة ساعات يوميا على مدى السنوات القليلة الماضية وأدخل الشركات المحلية في حالة يأس.
وصرح د. أديسينا أن البنك سيواصل العمل مع بنك الجنوب الإفريقي للتنمية وشركاء التنمية الآخرين وحكومة جنوب إفريقيا لمعالجة تحديات الطاقة في البلاد، بما يشمل انتقالها من الفحم إلى الطاقة النظيفة.
وعلاوة على قضايا الطاقة، لفت أديسينا إلى وجود تحديات أخرى تواجه جنوب إفريقيا مثل الفقر في البلدات والمناطق الريفية وكذلك البطالة بين الشباب، التي تحتاج إلى اهتمام عاجل.
وأعرب البنك الإفريقي للتنمية وبنك الجنوب الإفريقي للتنمية، اللذان يعملان معا حاليا في العديد من المشاريع، عن استعدادهما لتوطيد علاقاتهما من خلال الاستثمار في ممرات النقل، مثل ممر ناكالا في موزمبيق الرابط بين زامبيا وملاوي وموزمبيق، وممر لوبيتو الذي يربط زامبيا بأنغولا والكونغو الديمقراطية.
وأكد أديسينا ورسول أن مؤسستيهما يجب أن تبتكرا حلول تمويل محلية لمعاملات البنية التحتية من أجل تفادي انخفاض قيمة العملات في العديد من البلدان، ما يؤدي إلى زيادة تكاليف الاقتراض على القروض القائمة على الدولار.
وفيما يتعلق بمعالجة بطالة الشباب، تحدث الدكتور أديسينا عن برنامج مناطق تعزيز المهارات التابع للبنك الذي استثمر من خلاله 81 مليون دولار أمريكي في ولاية إيكيتي النيجيرية لإنشاء مركز رقمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يتضمن انتقال شركات التكنولوجيا المالية من لاغوس إلى هذا الفضاء الجديد. ويدعم البنك تطوير الإسكان والمطار والبنية التحتية الرقمية في المنطقة.
واعتبر أن "جنوب إفريقيا يمكنها الاستفادة أيضا من مبادرة البنوك الاستثمارية لريادة الأعمال الشبابية التابعة للبنك (الإفريقي للتنمية)، والتي تعمل على تطوير منظومة مالية وفنية لدعم الأعمال التجارية للشباب.
ولدى تطرقه لهدف المبادرة، قال أديسينا "لا يُعقل أن يكون لدينا 477 مليون شاب تحت سن الـ35 عاما دون أن يكون هناك نظام مالي يدعمهم".
وفيما يتعلق بالاستثمار في النساء، أرجع رسول، من جانبه، الفجوة التمويلية الحالية للشركات التي تملكها أو تديرها نساء إلى "التحيز الذي يؤدي إلى تمييز"، مشيدا بالبنك الإفريقي للتنمية لأنه "يضع الأموال في مكانها الصحيح".
ويدير البنك الإفريقي للتنمية مبادرة تعزيز حصول المرأة على التمويل في إفريقيا لتعبئة مبلغ 5 مليارات دولار أمريكي لدعم الأعمال التجارية التي تديرها النساء.
-0- بانا/ف أ/ع ه/ 30 مارس 2024