نقص حاد للوقود يفاقم مستويات الاحتياجات الإنسانية في إفريقيا الوسطى منذ 2015
بانغي-إفريقيا الوسطى(بانا)- لاحظت المنظمة الإنسانية "المجلس النرويجي للاجئين" أن النقص المتزايد للوقود في إفريقيا الوسطى، الذي فاقمته الحرب في أوكرانيا، يغذي وضعا حرجا يعيشه 1ر3 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة في البلاد.
وذكر بيان نشره "المجلس النرويجي للاجئين، اليوم الخميس، أن نقص الوقود أجبر، خلال الشهرين الماضيين، المنظمات الإنساية على تقليص عملياتها بشكل كبير، كما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء.
ونقل البيان عن مدير مكتب إفريقيا الوسطى بالمنظمة، تشاتات ياكوا غوداين باول، قوله "في بعض المناطق الأكثر تضررا في البلاد، مثل مقاطعة كاغا-باندورو، لم نتمكن إلا من شراء 25 في المائة من الوقود المطلوب هذا الشهر، ما منعنا من مساعدة أسر محتاجة خلال الأيام الست الموالية"، ملاحظا أن "نقص الوقود يزيد أزمة فوق الأزمة. فمن المهم ضمان إمداد عاجل بالوقود لعمليات الاستجابة الإنسانية من أجل الأسر التي تعتمد على المساعدات للبقاء على قيد الحياة ".
وذكر "المجلس النرويجي للاجئين" أن نقص الوقود يستلزم تعليق بعض الرحلات الإنسانية في البلاد أو تأجيلها، ما لا يسمح لعمال الإغاثة بالوصول إلى السكان المحتاجين.
ووفقا لأحدث جدول زمني للخدمات الجوية الإنسانية للأمم المتحدة، فقد تقلص عدد الرحلات من العاصمة بانغي إلى كاغا باندورو وألينداو من ثلاث رحلات في الأسبوع إلى رحلة واحدة كل أسبوعين.
ولفتت المنظمة الإنسانية إلى أن "الاستجابة الإنسانية بمجملها مهددة بالتعرض للتقليص بشكل كبير، بينما يحتاج 63 في المائة من السكان إلى مساعدة إنسانية وحماية"، مؤكدة تأثير ذلك أيضا على الأزمة الغذائية.
وأوضحت أن 4ر2 مليون شخص -نصف عدد السكان- يعانون حاليا من انعدام حاد للأمن الغذائي، فيما ترتفع أسعار الغذاء بسبب الحرب في أوكرانيا، لأن الدول المجاورة التي تعتمد عليها إفريقيا الوسطى في استيراد الغذاء والحبوب تعتمد، هي الأخرى، على أوكرانيا وروسيا في تغطية احتياجاتها.
وارتفع سعر دقيق القمح في إفريقيا الوسطى بـ50 في المائة، خلال الأشهر الماضية، مع توقع ارتفاع أسعار اللحوم بـ30 في المائة والكاسافا بـ50 في المائة خلال يونيو-يوليو.
ونقل البيان عن أم نازحة في ألينداو، اسمها مريم، قولها "يمرض الأطفال باستمرار. إن وزنهم نصف ما يفترض أن يكون عليه. فهم لا يحصلون على ما يكفي من البروتينات، وحالة جميعهم هشة. إننا نتلقى مساعدات إنسانية، لكن حجم الغذاء الذي نحصل عليه ليس كافيا لإطعامنا. ومع زيادة الأسعار في السوق، بات الوضع صعبا علينا".
ويؤدي نقص الوقود وارتفاع الأسعار، عند اجتماعهما، إلى زيادة كلفة العمليات الإنسانية، في الوقت الذي تسنى فيه الحصول على 7ر38 في المائة فقط من المبلغ المطلوب هذه السنة.
وأضاف باول أن "نقص الوقود يسحب البساط من تحت أقدامنا، بينما يمنعنا نقص التمويل الإنساني من الوقوف عليها من جديد. يجب على الدول المانحة أن تدرك ارتفاع الأسعار وتقوم بتكثيف الاستجابة بما يغطي الاحتياجات"، محذرا من أنه "إذا تعذرت زيادة التمويل بشكل عاجل، سيواصل تأثير الحرب الأوكرانية في سحب هذا البلد الذي أضعفته سنوات من الصراع وادخلته في دوامة، إلى الوراء".
-0- بانا/م أ/ع ه/ 14 يوليو 2022