أكثر من مليوني شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في إفريقيا الوسطى
جنيف-سويسرا(بانا)- رجح برنامج الأغذية العالمي أن يكون للزيادة الأساسية في السلع الأساسية في إفريقيا الوسطى، نتيجة الحرب في أوكرانيا، خلال الأسابيع المقبلة، تأثير مدمر على الوضع الإنساني المتردي أصلا في البلاد.
وحذر المتحدث باسم هذه الوكالة الأممية، طومسون فيري، خلال مؤتمر صحفي اعتيادي في جنيف، من أن إفريقيا الوسطى تواجه احتياجات إنسانية غير مسبوقة وتدهورا في حالة الأمن الغذائي.
وكشف فيري، نقلا عن آخر تحديث للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، أن حوالي 2ر2 مليون شخص يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي بين أبريل وأغسطس 2022 .
ويمثل هذا الرقم قرابة نصف إجمالي عدد سكان البلاد التي تنضم بذلك إلى البلدان التي تواجه فيها أعلى نسبة من السكان انعدام الأمن الغذائي الحاد، مثل اليمن وجنوب السودان وأفغانستان.
وقال فيري "هذا الرقم قد لا يصدمكم، ولكن عندما تنظرون إلى حجم السكان تدركون أنه قريب من نصف عدد سكان إفريقيا الوسطى."
وسعيا منه لمواصلة الاستجابة للاحتياجات المتزايدة خلال الأشهر الستة المقبلة، يحتاج البرنامج بشكل عاجل إلى 4ر68 مليون دولار أمريكي.
وأوضح فيري أنه "بدون التمويل الفوري، سيزداد انعدام الأمن الغذائي والتغذوي لملايين الأشخاص"، لافتا إلى أنه لم تبق سوى أسابيع على حدوث زيادة حادة في أسعار السلع.
وأضاف "من المتوقع حدوث زيادة حادة في أسعار بعض السلع الأساسية في إفريقيا الوسطى بحلول أغسطس 2022، منها زيادة بـ70 في المائة لسعر الزيت النباتي، وبـ30 في المائة لسعر الأرز، وبـ67 في المائة لسعر دقيق القمح".
ويعود انعدام الأمن الغذائي في إفريقيا الوسطى إلى الانعكاسات المشتركة للنزاع المسلح الداخلي المستمر منذ سنة 2012 ،مسفر عن آلاف الضحايا، وانعدام الأمن المستمر، ونزوح السكان.
وأدى ذلك إلى اعتماد اثنين من كل ثلاثة مدنيين على المساعدات الإنسانية، وسط قتال بين ميليشا "أونتي بالاكا" ذات الأغلبية المسيحية، وتحالف "سيليكا" المتمرد بأغلبيته المسلمة.
وصرحت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في إفريقيا الوسطى، فالنتين روغوابيزا، في إحاطتها إلى مجلس الأمن الدولي خلال يونيو الماضي، أن الهجمات المروعة ضد المدنيين قد زادت، بينما سقطت الجهود المبذولة لرسم مستقبل سلمي للبلاد في حالة من "الخمول الفعلي".
وكانت المسؤولة الأممية رفيعة المستوى تشير إلى اعتماد إفريقيا الوسطى لخريطة الطريق المشتركة للسلام في أكتوبر 2021، والتي مثلت محاولة لتنفيذ اتفاق السلام لسنة 2019 (اتفاق الخرطوم)، الموقع بين الحكومة و14 جماعة مسلحة غير تابعة للدولة.
وأعرب برنامج الأغذية العالمي عن قلقه من إمكانية أن تزيد أزمة الوقود المستمرة في إفريقيا الوسطى من تدهور حالة الأمن الغذائي.
وعلاوة على هذه الصدمات، هناك أيضا عوامل هيكلية مثل النمو السكاني وانتشار الفقر، ونقص العمالة، وتدهور قاعدة الموارد الزراعية البيئية، والتي تسهم في التدهور التدريجي لسبل العيش والأمن الغذائي.
ويحدث نقص الوقود، في الغالب، كل سنة بين مايو ويوليو، أي مع نهاية موسم الجفاف وبداية موسم الأمطار. لكن إفريقيا الوسطى تشهد وضعا غير مسبوق هذه السنة، إذ تواجه نقصا في الوقود منذ منتصف مارس الماضي.
وحذرت الوكالة الأممية، في بيان لها، من أنه من المرجح أن يكون التأثير على جهود الإغاثة والسكان المحليين دراماتيكيا ويؤدي إلى "فجوة جوع مبكرة".
كما يؤدي نقص الوقود إلى زيادة تكاليف النقل وأسعار السلع الأساسية والغذائية، ما يؤثر على قدرة برنامج الأغذية العالمي على تقديم الخدمات بشكل صحيح.
وقد اضطر البرنامج في إفريقيا الوسطى على تنفيذ مجموعة من تدابير الطوارئ، مع منح الأولوية لعمليات التوزيع والمهمات المنقذة للحياة فقط.
وتابع فيري قائلا "لا يغيب عن أذهاننا تأثير الوقود، بعيد المنال، على تكاليف النقل المرتفعة بالنسبة لعملياتنا".
وأضاف أن الوكالة الأممية تكافح لمواجهة هذا الوضع، مضيفا "تبذل فرقنا على الأرض جهودا لتخزين الطعام مسبقا في المناطق التي تسجل عجزا. ويتم الآن التخزين المسبق للطعام، قبل حلول موسمي العجاف والأمطار اللذين يقطعان الوصول إلى ما يقرب من نصف البلاد".
ومن المتوقع استمرار الاعتماد على المساعدات الإنسانية خلال فترة 2022-2023 في إفريقيا الوسطى.
-0- بانا/م أ/ع ه/ 07 يوليو 2022