هاجس العنصرية يطارد النساء والفتيات ذوات البشرة السمراء في الرعاية الصحية
نيويورك-الولايات المتحدة(بانا)- ذكر صندوق الأمم المتحدة للسكان، يوم الأربعاء، أن النساء والفتيات المنحدرات من أصل إفريقي يواجهن "نمطا منهجيا وتاريخيا" من الانتهاك العنصري في قطاع الصحة في جميع أنحاء العالم، ما يعرضهن لخطر وفاة متزايد أثناء الولادة.
ونقل بيان صحفي عن المديرة التنفيذية لهذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة، ناتاليا كانيم، قولها "آفة العنصرية مستمرة بالنسبة للنساء والفتيات من ذوات البشرة السوداء في الأمريكتين، وكثير منهن من نسل ضحايا العبودية".
وأوضحت كانيم أن "النساء والفتيات المنحدرات من أصول إفريقية يتعرضن، في كثير من الأحيان، لسوء المعاملة والإيذاء، ولا تؤخذ احتياجاتهن على محمل الجد، وتتحطم أسرهن بسبب وفاة واحدة من أفراد أسرهن أثناء الولادة"، مضيفة "لن تتحقق العدالة والمساواة إلا عندما تنظر أنظمة الرعاية الصحية لدينا في مطالب هؤلاء النساء وتوفر لهن رعاية محترمة ورحيمة".
وذكرت الوكالة الأممية أن سوء المعاملة التي تواجهها النساء المنحدرات من أصول إفريقية عند تلقي الرعاية الصحية تتراوح من الإساءة اللفظية والجسدية إلى الحرمان من الرعاية الجيدة ورفض تخفيف الآلام، ما يجعلهن يواجهن مضاعفات متزايدة أثناء الحمل وتأخر التدخلات، الأمر الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى الوفاة.
ووردت هذه النتائج في تقرير "صحة الأمهات للنساء والفتيات المنحدرات من أصل إفريقي في الأمريكتين"، الذي جرى إعداده بالتعاون مع منظمة الصحة للبلدان الأمريكية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وشركاء آخرين.
وأشار التقرير كذلك إلى أن النساء المنحدرات من أصل إفريقي يعانين من مستويات غير متناسبة من سوء المعاملة في الأوساط الصحية، وبعضها قائم على معتقدات غير علمية وعنصرية تعود إلى حقبة العبودية ولا تزال موجودة في ممارسات التدريب الطبي.
ووفقا للتقرير، فإن هذا النوع من عدم المساواة مسجل بحدة أكبر في الولايات المتحدة، حيث تزيد احتمالية وفاة النساء والفتيات من ذوات البشرة السوداء بمعدل ثلاثة أضعاف أثناء الولادة أو في غضون ستة أسابيع من الولادة بالمقارنة مع النساء غير المنحدرات من أصل إفريقي أو لاتيني.
وتستمر وفيات الأمهات من ذوات البشرة السوداء أيضا بغض النظر عن دخلهن ومؤهلاتهن العلمية، إذ لا تزال وفيات الأمهات بين خريجات الجامعات الأمريكية من أصل إفريقي أعلى بمعدل 6ر1 مرة من النساء ذوات البشرة البيضاء الحاصلات على أقل من شهادة الدراسة الثانوية.
ويقوم 11 بلدا فقط من أصل 35 بجمع بيانات صحة الأم موزعة حسب العرق في منطقة الأمريكتين التي يعيش فيها حوالي 209 ملايين شخص من أصل إفريقي.
وسعيا منه لمعالجة هذا الوضع وإنقاذ الأرواح، حث صندوق الأمم المتحدة للسكان الحكومات على جمع وتحليل بيانات صحية قوية مقسمة حسب لون البشرة والمجموعات العرقية.
كما دعت الوكالة الأممية كليات الطب إلى معالجة الأيديولوجية العنصرية في مناهج التدريب حاثة المستشفيات على وضع سياسات كفيلة بإنهاء الإساءة الجسدية واللفظية التي تضر بالنساء والفتيات المنحدرات من أصول إفريقية.
-0- بانا/م أ/ع ه/ 13 يوليو 2023