نلسون مانديلا "مرادف للنضال من أجل العدالة والمساواة"
نيويورك-الولايات المتحدة(بانا)- احتفالا بما كان يمكن أن يكون عيد ميلاد نيلسون مانديلا الثاني بعد المائة يوم الأربعاء، أشادت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، بالرجل الذي قاد كفاحا أنهى نظام الفصل العنصري (الأبارثايد) في بلاده -جنوب إفريقيا-، باعتباره مثالا عن "الشجاعة والرحمة والالتزام الراسخ بالعدالة الاجتماعية والمساواة".
وصرحت أمينة محمد، في اجتماع عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة اليوم الدولي لنيلسون مانديلا، أن مانديلا المعروف باسم ماديبا "يجسد أسمى تطلعات الأمم المتحدة والأسرة البشرية".
ولاحظت نائبة الأمين العام أن خطاب الكراهية وإنكار الحقائق أصبحا "سائدين في الديمقراطيات الليبرالية والأنظمة الاستبدادية على حد سواء"، ما يؤدي إلى "طمس الحقيقة والشك في العلم وتقويض المؤسسات الديمقراطية".
وأشارت أمينة محمد إلى نزعة مقلقة مفادها أن "الأشخاص الذين لديهم معرفة محدودة أو معدومة بالحقائق التاريخية مصابون بفيروس التضليل والتشويه، ويتبنون الإيديولوجيات العنيفة".
ولفتت إلى أن جائحة "كوفيد-19" فاقمت هذا الأمر، ما أدى إلى خسارة سنوات من التقدم في الكفاح العالمي ضد الفقر والظلم، وجعل المهمشين والمحرومين يعانون أكثر من غيرهم، وغالبا ما يتحملون اللوم على مشكلات لم يتسببوا فيها.
وأوضحت المسؤولة الأممية أن الأشخاص المنحدرين من أصول إفريقية والسكان الأصليين والأقليات العرقية أو الدينية وأولئك الذين هجروا ديارهم كلاجئين يتحملون وطأة العنصرية وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب، قائلة "هذه هي العلل التي وقف نيلسون مانديلا في وجهها لترك إرثه الدائم".
وفي سبتمبر 2018 ، جمعت قمة نيلسون مانديلا للسلام في مقر الأمم المتحدة ممثلي الحكومات والمجتمع المدني الذين التزموا بمضاعفة الجهود من أجل عالم مزدهر وشامل وعادل، وأعلنوا 2019 إلى 2028 عقد نيلسون مانديلا للسلام.
وقالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة "من مسؤوليتنا الفردية الاقتداء بمثال ماديبا في التواضع والتسامح والرحمة، بينما ندافع عن الديمقراطية والسلام في جميع أنحاء العالم".
وتابعت أن "جائحة كوفيد-19 أبرزت الأهمية الحيوية للتضامن والوحدة البشرية، وهي القيم التي دافع عنها وجسدها ماديبا في كفاحه طوال حياته من أجل العدالة".
وحثت أمينة محمد المشاركين في الاجتماع على الاستلهام من رسالة ماديبا التي مفادها أن "كل واحد منا يمكن أن يحدث فرقا في تعزيز السلام وحقوق الإنسان والانسجام مع الطبيعة والكرامة للجميع".
وأضافت نائبة الأمين العام أن مانديلا كان مصدر إلهام شخصي لها، منذ شبابها عندما كانت تحاول أن تجد طريقها.
وختمت المسؤولة الأممية حديثها بالقول "بينما نفكر في حياة ماديبا وعمله، دعونا نستعير ورقة من شجرة تفاؤله العنيد في المسعى البشري. دعونا جميعا نستجيب لدعوته إلى العمل ونتقوى بإرثه".
من جانبه، نوه رئيس الجمعية العامة، فولكان بوزكير، إلى أن نيلسون مانديلا دعا، في حياته وإرثه، إلى "الكرامة المتأصلة والمساواة بين الناس" داخل الدول وفيما بينها، بغض النظر عن العرق أو الجنسية أو المعتقد، وهي القيم العالمية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة ومعاهدات حقوق الإنسان".
وحيث أن الجمعية العامة مكلفة بدعم هذه القيم وحمايتها، اعتبر بوزكير أنه من الصواب "الاجتماع هنا اليوم للاحتفاء بهذه المبادئ وتعزيزها وتكريم نيلسون مانديلا".
وتابع بوزكير أن اسم مانديلا كان "مرادفا للنضال من أجل العدالة والمساواة"، الذي يجب استحضاره عند النظر في محنة 4ر82 مليون نازح قسريا في جميع أنحاء العالم، والنساء والفتيات اللائي تعرضن للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وعدم التسامح والتمييز العنصري اللذين يهددان بتقويض التقدم الذي حارب بشدة لإحرازه.
وأضاف رئيس الجمعية العامة "كمجتمع دولي، يجب علينا اتخاذ إجراءات جماعية، مؤكدا أنه "لن نحقق أهداف أجندة 2030 مع استمرار العنصرية والتمييز".
-0- بانا/م أ/ع ه/ 22 يوليو 2021